رغم زيارة المدّعي العامّ لمحكمة الجنايات الدولية السيد كريم خان إلى فلسطين، ووصوله إلى مناطق غلاف غزة التي تنطلق منها الهجمات البرية الإسرائيلية والصواريخ الأرضية لتدمر وتقتل أطفال غزة وشعبها المحاصر، ومع أن الزيارة استمرت لأربعة أيام؛ إلا إنَّ المدعي العامّ لم يجد وقتاً ولو قليلاً للدخول إلى غزة، ومعاينة آثار الإبادة الشاملة والمجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان الصهيوني على مدى ما يقرب من شهرين.
وفي مقابل إدانته المجانية لأعمال المقاومة المشروعة، اكتفَى السيد كريم خان، في محاولةٍ منه لكي يبدو موضوعياً، بالإشارة الخجولة إلى العمليات الجراحية التي يجريها الأطباء الفلسطينيون دون استخدام معدات التخدير، وكأنها الجريمة الوحيدة التي ارتكبها الكيان الغاصب.
إن المشاركين في الملتقى الدولي الخامس للتضامن مع فلسطين، المنعقد في جنوب إفريقيا بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذكرى العاشرة لرحيل الزعيم المناضل نيلسون مانديلا، يعربون عن الغضب لهذا الانحياز الرخيص الذي يمارسه المدّعي العامّ لمحكمة الجنايات الدولية نحو الكيان الصهيوني الغاصب، ويذكّرونه بواجباته نحو الدعاوى القانونية الموضوعة على مكتبه، والتي يمكنها أن تدين الكيان الغاصب بكل أنواع الجرائم التي أنشئت محكمة الجنايات الدولية من أجل تعقّبها ومحاكمة المجرمين الذين قاموا بها، وفي مقدمتهم القادة الحاليون للكيان الصهيوني.
كما يلاحظ المشاركون في الملتقى، من حوالي خمسين دولة، التهديد الذي تتعرض له مصداقية محكمة الجنايات الدولية، نتيجة للتصرفات والتصريحات غير المسؤولة، بل والمتواطئة مع الرواية الصهيونية التي أطلقها المدّعي العامّ، كما يعربون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية، وتقديرهم للتضحيات العظيمة التي يقدمها الفلسطينيون في سبيل تحرير كامل أرضهم، وإنَّهم لمنتصرون.