اعتاد محيط الشيخ خضر عدنان وعائلته مشهدَ اعتقاله على أيادي الكيان الغاصب، حيث بدأت سلسلة هذه الاعتقالات عام 1998، حتى وصلت إلى أكثر من 12 اعتقالاً، أضرب فيها عن الطعام حوالي خمس مرات، وكان أبرز وأطول هذه الإضرابات – قبل إضرابه الأخير – عام ،2011 والذي استمر 67 يوماً احتجاجا على اعتقاله الإداري دون تهمة، حيث وصُف حينها بأنّه “مُفجّر معركة الأمعاء الخاوية”.

لم يكن خضر عدنان – المولود في 24 مارس/آذار 1978 في بلدة عرابة محافظة جنين، شمال الضفة الغربية بفلسطين – يتوانى عن الوقوف في وجه الكيان وداعميه في كل الساحات، فخلال دراسته في جامعة بيرزيت (رام الله) الحاصل منها على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية عام 2011، اعتقل الشهيد خضر عدنان لأول مرة من قبل السلطة الفلسطينية بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة لدى زيارته للجامعة عام 1998، وأمضى في الاعتقال عشرة أيام مضرباً عن الطعام.
مهّدت إضرابات الشيخ خضر لإضرابات واسعة نفذها عشرات الأسرى رفضاً للاعتقال وتنديداً بجرائم الكيان الغاصب المستمرة في حق الأسرى والمعتقلين ومطالبةً بنيل الحرية المشروعة للأسرى.
في العام 2012 خاض الشيخ عدنان إضرابًا لمدة 66 يومًا، كما خاض إضرابًا لمدة 52 يومًا في العام 2015، فيما امتدّ إضرابه عام 2018 لمدة 59 يومًا، أمّا إضرابه ما قبل الأخير عام 2021 فقد بلغ 25 يومًا؛ وكان الشهيد البطل ينتزع حريته بالقوة خلال هذه الإضرابات كلها.
في الخامس من شباط/فبراير الماضي، أعاد الكيان الغاصب اعتقال الشيخ عدنان بعد أن اقتحم منزله في عرابة، وعاث فيه خرابًا، ليردَّ الشهيد البطل من اللحظة الأولى بإعلان إضراب مفتوح عن الطعام، استمرّ حتى استشهاده فجرَ اليوم ال87.
ارتقى خضر عدنان شهيداً، واثقاً بالنصر والتحرير، ليغدو بعد رحيله كما كان في حياته رمزاً للكرامة وأيقونة للأحرار.