في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتأكيداً على رفض الشعب المغربي للتطبيع ووجود الصهاينة على أرضه ورفضاً للظلم والإجرام والقتل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يومياً ودفاعاً عن حقّه باسترجاع أرضه وإقامة دولته المستقلة، نظّمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وقفة تضامنية حملوا فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تخوّن التطبيع وتدعم المقاومة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن الجمهور المغربي في مونديال قطر رفع الأعلام الفلسطينية في أكثر من مباراة وفي شوارع الدوحة تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بجرائمه خصوصاً الأخيرة بحقّ 5 شبّان فلسطينيين عزّل قتلوهم في الضفة الغربية بدمٍ بارد.

 

 

 

وأصدرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بياناً بهذه المناسبة جاء فيه : 

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
الإخوة والأخوات
أحييكم باسم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وأشكركم على الحضور في هذه الوقفة الرمزية التي ننظمها بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في العام 1977 في محاولة للتكفير بذلك عن قرارها المجحف الذي اتخذته في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم أرض فلسطين وتكريس اغتصابها بتآمر بين القوى الاستعمارية الغربية والحركة الصهيونية العنصرية.
وإننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إذ نخلد هذا اليوم، فإننا لا نتضامن مع الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما نؤكد مشاركتنا له في كفاحه العادل من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه الوطنية المغصوبة وإقامة دولته المستقلة على كل التراب الفلسطيني وعاصمتها الأبدية القدس.
إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضيتنا ويعتبرها المغاربة الأحرار قضية وطنية وقد سالت دماء مغربية في مقاومة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية..
وهي قضيتنا لأنها تضم مقدساتنا الدينية ومنها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسولنا الكريم..
وهي قضيتنا لأن الصهاينة المحتلين الغاصبين دمروا حي المغاربة على رؤوس إخواننا الذين كانوا يرابطون في القدس..
وهي قضيتنا لأنها قضية تحرر إنساني من أخطر أخطبوط استعماري إجرامي عنصري..
ولا يتنكر للقضية الفلسطينية العادلة سوى دهاقنة الاستعمار بشكليه القديم والجديد وعملاؤه والخونة والجبناء.
ومن تجليات التنكر للقضية الفلسطينية في منطقتنا العربية والإسلامية إقدام بعض الحكام على التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب ضدا على إرادة الشعوب التي كانت دائما وستبقى مع الحق الذي لا يمكن إحقاقه بالتعاون أو التعامل بأي شكل من الأشكال مع القتلة المجرمين الغاصبين لأرض فلسطين.
ومن المؤسف والعار أن يكون المسؤولون في الدولة المغربية من المطبعين مع كيان الغصب والاحتلال حيث إنه منذ توقيع اتفاقية الشؤم في 22 ديسمبر من العام 2020 تتصاعد موجة التطبيع وتخترق مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والهيئات الجماعية والترابية، وتُبرم الاتفاقيات في شتى المجالات بما فيها الأمنية والعسكرية،  والمصادقة مؤخراً من طرف مجلس النواب الذي يفترض أنه يمثل الشعب على اتفاقيات الشراكة والتعاون الاقتصادي مع كيان الإجرام، مما يخدش الكرامة المغربية ويسيئ للقضايا الوطنية ولا يخدم سوى العدو الصهيوني الذي لا تنحصر أهدافه في تكريس احتلاله وتوسيع مستوطناته وإنما يستهدف إخضاع كل المنطقة لهيمنته السياسية والاقتصادية ولفائدة القوى الإمبريالية الداعمة له.
إن العدوان متواصل على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب الإبادة الجماعية بالتقتيل والتشريد وانتزاع الأراضي من أصحابها وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها فضلا عن جرائم التمييز العنصري والاعتقالات التعسفية، والتطبيع الخياني مع العدو يشجعه أكثر على مواصلة عدوانه والاستمرار في مخططه التوسعي وسلوكه الإجرامي والعنصري.
ومما يحمل على القلق وينبيء بمخاطر كبيرة أن ما يتم رصده من هجوم على أراضي المغاربة ومصادرتها، باسم تشجيع الاستثمار لفائدة مستثمرين تحوم الشبهات حولهم وحول ارتباطاتهم بالمشاريع الصهيونية في بلادنا. ومما يزيد الأمر خطورة أن تمتد هذه الممارسات إلى أقاليمنا الجنوبية وما تثيره من حساسيات تُنذر بأوخم العواقب كما تابعنا في مسيرات إلى المحبس ورأس أومليل، قبل أسابيع فقط !!! .
وإننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إذ نخلد هذا اليوم، نؤكد التزامنا ووفاءنا لقضيتنا الفلسطينية وإيماننا الراسخ بعدالتها وبأن النصر قادم لا محالة مهما كان تكالب الصهيونية والإمبريالية العالمية ومهما كان تواطؤ العملاء والخونة.
ونجدد إدانتنا الشديدة وشجبنا القوي لكل الخطوات التطبيعية التي أقدمت عليها السلطات المغربية والتي تتعارض مع إرادة الشعب المغربي الأبي وتتناقض مع أهداف أمتنا في التحرر والتكامل والتقدم. كما نؤكد عزمنا على مواصلة النضال من أجل إسقاط التطبيع وفضح الجرائم النكراء التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. وتستهدف خيرات المغرب وأمنه واستقراره وتماسكه الاجتماعي.
عاش الشعب الفلسطيني حرا أبيا في أرضه
عاش الشعب المغربي حرا كريما مستقلا في وطنه مناصرا للحق والعدل في أمته
الخزي والعار للمطبعين والمتعاونين مع كيان الغصب والإجرام

السكرتارية الوطنية
الرباط في 29 نوفمبر 2022