في غزة، حتى الشاطئ لم يعد ملاذًا من الموت، على امتداد الميناء في غزّة، حيث كان النازحون يبحثون عن ظل حياة، سقطت قنابل الكيان الغاصب، لتُحوّل استراحة “الباقة” إلى مسرح فاجعة.

لم يكن هناك سوى شباب يحاولون انتزاع لحظة هدوء من قلب العاصفة، وصحفيين أرّقهم وجع البلاد، وأُسر احتَمت بطاولات المقهى من قصف لا ينام.. ثم، دوّى الانفجار.

وفي لحظات، ارتفعت الأرواح؛ أكثر من ثلاثين شهيدًا، بينهم أطفال ونساء وصحفي. أما الطاولات التي شهدت ضحكات خافتة فغُطّيت بدماء الأبرياء.

لم تكد غزة تلملم جراح هذا المشهد حتى جاء القصف الثاني، في المكان ذاته… لكن على خيام النازحين هذه المرة.

استشهد 33 آخرون، جلّهم من النساء والأطفال. الرمال باتت مضرّجة بالدم، وجع يتكاثر… ومجاعة تطرق أبواب كل بيت

وفيما لا تزال رائحة الدم عالقة في هواء الميناء، يتسلل الجوع ليُكمل فصول الكارث.

 تُحذّر الأمم المتحدة وتقول أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة بات على شفا مجاعة فعلية، كل الطرق إلى الخبز مغلقة، وكل ما يصل من غذاء، لا يكفي حتى للبقاء على قيد الوجع.

برنامج الأغذية العالمي دق ناقوس الخطر: 71 ألف طفل مهددون بسوء تغذية حاد، أما منظمة الصحة العالمية فصرخت بمرارة: “الناس يموتون، والإمدادات على بُعد دقائق، لكنها ممنوعة من الدخول”.

صرخة العالم تتأخر… لكنها لا تغيب

أمام هذا المشهد الأسود، بدأ صوت العالم الرسمي يرتفع ولو متأخرًا، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، وصف ما يحدث بأنه “معاناة مروعة لا يمكن تصورها”، داعيًا إلى فتح تحقيق فوري في الجرائم ضد المدنيين.

منظمة أطباء بلا حدود استخدمت كلمات أكثر حدة، مؤكدة أن ما يجري في غزة هو “سياسة قتل وتجويع ممنهجة”، ووصفت خطة توزيع المساعدات التي يشرف عليها الكيان الغاصب والولايات المتحدة بأنها “إبادة جماعية تحت ستار المساعدات الإنسانية”.

وقالت إن أكثر من 500 فلسطيني قتلوا وقرابة 4000 أصيبوا أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.

إلى ذلك، توالت الإدانات من منظمات صحفية وإنسانية رأت في استهداف المدنيين والطواقم الإعلامية جرائم لا بد أن تواجَه بالعدالة الدولية.