في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة ولبنان، والتي تكشف أبعاداً جديدة من التحيز الإعلامي والتضليل، نجد أنفسنا أمام مشهد معقد تتداخل فيه معاناة الشعبينالفلسطيني واللبناني مع موجات من الإعلام المضلل، الذي يسعى لتشويه الصورة وإخفاء المعاناة.
ومنذ بداية هذه الحرب، ظهر بوضوح وجه آخر للإعلام غير الموضوعي الذي ينحاز بشكل صارخ ضد الشعبين ومعاناتهم، ليصبح أداة في خدمة أجندات لا تمت إلى الحق والعدالة بصلة.
وفي هذا السياق، جاء نداء الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين ليؤكد على ضرورة مواجهة هذا التضليل الإعلامي، داعياًشعوب العالم وأحرارها إلى العمل من أجل نشر الحقيقة وإعادة الحق إلى نصابه.
ومن هذا المنطلق، أصدرت شبكة التواصل الفلسطيني بالتعاون مع أعضاء الحملة العالمية العودة إلى فلسطين في برلين، رسالة مفتوحة إلى بعض السياسيين والإعلاميين الألمان، طالبت فيها بالابتعاد عن نشر الأكاذيب والتحريض ضد الشعب الفلسطيني. وجاء في الرسالة: “استحوا على أنفسكم… لا تكذبوا ولا تحرضوا على الشعب الفلسطيني“.
الرسالة التي كانت صرخة رفض ضد الحملة الإعلامية المعادية لفلسطين، حملت في طياتها دعوة إلى الالتزام بالقيم المهنية والتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته. وقد أكدت الرسالة على أن التحريض الإعلامي الذي شهدته ألمانيا في الآونة الأخيرة يهدد ببثّ الكراهية ويقوّض الجسور بين الشعوب، مشيرة إلى أن السياسيين والإعلاميين الذين يسهمون في هذه الحملة ليسوا سوى أبواق للاتهامات المغرضة والتشويه المتعمد.
وفي إطار الدعوة التي أطلقتها الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، واصل أعضاء الحملة في نيوزيلندا، بالتعاون مع مجموعة العمل الفلسطيني، تنظيم فعاليات ووقفات تضامنية للتصدي للرواية الصهيونية المضللة ونشر السردية الفلسطينية الصحيحة.
وقد أشار عبد الله جودة، أحد أعضاء الحملة في نيوزيلندا، إلى أن هذه الفعاليات تشمل مقالات ومقابلات تلفزيونية،بالإضافة إلى تحركات قانونية ودبلوماسية تهدف إلى رفع الوعي حول القضية الفلسطينية ومكافحة التضليل الإعلامي الذي يطالها.
إن هذه التحركات ليست سوى جزءًا من مجهود أكبر، يهدف إلى التصدي لما بات يُعرف بـ “الإعلام المتحيز”، الذي يزيف الحقائق ويشوه الواقع الفلسطيني، ويظهر بوضوح كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة في خدمة الأنظمة السياسية التي تسعى لتسويغ الاحتلال والعدوان، متجاهلة تماماً معاناة الشعب الفلسطيني واللبناني.
إن هذه الدعوة التي أطلقتها الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين لمواجهة الإعلام المتحيز، تدعونا جميعاً لمزيد من الوعي بأهمية دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، والعمل على تحفيز وسائل الإعلام المستقلة والمهنية لإيصال الحقيقة، لا سيما في زمن بات فيه التضليل الإعلامي أداة لتشويه الحقائق وتزييف الواقع.
اضف تعليقا