في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الكيان الغاصب في قطاع غزة، حيث تتعالى أصوات الأبرياء، يتعرض القطاع الصحي في قطاع غزة لتدمير ممنهج منذ 11 شهر، بهدف كسر عزيمة الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق حذرت إدارة مستشفيات “الإندونيسي” و “كمال عدوان” في شمال قطاع غزة، اليوم الإثنين، من خطر الخروج عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، والحصار الخانق والقصف الهمجي، ويشتد النداء من وراء أبوابهم الموصدة، مشيراً إلى كارثة إنسانية وشيكة.

وقد أفاد مدير المستشفى الأندونيسي، مروان السلطان، بأن قسم العناية المركزة وصل إلى طاقته القصوى ويمتلئ بالحالات الحرجة، إضافة إلى وجود 10 مرضى يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف، “أن غرف العمليات تعمل على مدار الساعة دون توقف”، وحذر من “أن المستشفى يواجه نقصاً حاداً في الوقود، ما يهدد بوقف الخدمات الطبية بالكامل في حال استمرار منع الاحتلال إدخال الوقود، الأمر الذي قد يحكم على هؤلاء الجرحى بالموت”.
كما حذر مدير مستشفى كمال عدوان من خروجه عن الخدمة خلال 48 ساعة بسبب نفاد الوقود والمستلزمات الطبية، وإن عدم إدخال الوقود يعني وفاة 10 أطفال يعيشون على أجهزة التنفس.
وقالت إدارة المستشفى في بيان مقتضب: إن ذلك يشكل تهديداً كبيراً لحياة العديد من المرضى والمصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفى.

هذا الحصار الممنهج والخانق من قبل الكيان الغاصب يعكس كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة يعصف بمجمل القطاع الصحي في قطاع غزة، في ظل النقص الكبير في الدواء سواءًا للأمراض المزمنة كالسكري والقلب أو لأمراض السرطان والأوبئة المنتشرة في القطاع، مايضعنا أمام سؤال هو: ألم تكتف المنظمات الدولية المعنية بالشأن الطبي من بيانات الإدانة؟ وإلى متى سيبقى أهل غزة في انتظار إجراءات عملية ميدانية تضع حداً لهذه الكارثة؟