منذ السابع من أكتوبر، يعيش قطاع غزة كارثة لا تعرف الرحمة، حيث تعمد الكيان الغاصب قطع شريان الحياة، وهو الماء، الذي تحول إلى سياسة ممنهجة، وبات سلاحًا جديدًا يُستخدم ضد سكان القطاع المحاصر، في محاولة تسعى إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعهم وتعطيشهم.

حيث أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن استهداف الكيان الغاصب المتواصل والمنهجي والواسع النطاق لمصادر المياه ومحطات التحلية في قطاع غزة يُظهِر أنها تتخذ من “التعطيش” سلاحاً آخر ضد المدنيين الفلسطينيين، تتعمّد من خلاله تقليص مصادر المياه المتاحة لهم، وبخاصة الصالحة للشرب، وفرض المجاعة، والتسبّب عمداً في إهلاك أكثر من 2.3 مليون نسمة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية الحاصلة منذ أكتوبر الماضي.

جاء ذلك في توثيق جديد للمرصد وقد أظهرَ الأضرار الشديدة التي أصابت محطة لتحلية المياه في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، مطلع الشهر الجاري، بفعل استهداف الكيان الغاصب..
وأبرز الأورومتوسطي أن سكان قطاع غزة، في الوقت الذي ترتفع فيه درجات حرارة الصيف، يكابدون بشدة من أجل الحصول على المياه، حيث تشير التقديرات إلى أن حصة الفرد في قطاع غزة من المياه قد تراجعت بنسبة 97% منذ أكتوبر الماضي، وسط الدمار الواسع الذي لحق ببنية المياه التحتية.

وأكد الأورومتوسطي أن الكيان الغاصب بمواصلته الدمار والخراب يخلق بيئة غير صالحة للحياة في قطاع غزة، وبخاصة عبر تدمير 50% (350 كم من أصل 700 كم) من شبكات المياه، و9 خزانات مياه من أصل 10.

في هذا السياق، يتوجب على العالم أن يستيقظ ليدرك أن توفير المياه هو حق إنساني أساسي لا يمكن المساومة عليه، حيث أصبح الحصول على كوب ماء حلماً بعيد المنال لسكان غزة.