قد تبدو الكلمة كبيرة للبعض عندما نقول “حصار”.. ولكن في الحقيقة المشهد البارحة كان اشبه بساحة حرب، فبعد ان وقف عناصر الشرطة قبل يومين متفرجين على اعتداءات العصابات الصهيونية على الطلاب العزل في مخيمهم التضامني مع فلسطين في جامعة كاليفورنيا، وبعد ان كان الطلاب قد انهكوا من هذا العدوان وجرح الكثير منهم، تجمعت قوات الشرطة بأعداد ضخمة بعد هذا الاعتداء باقل من ٢٤ ساعة، وحاصرت المخيم من جميع الجهات ..
بدأت اعتداءات الشرطة تقريبا الساعة ١ صباحا ليلة امس، وبين مشهد الحصار على الارض، ما يقارب ٣ طائرات مروحية في الجو، والقناصة التي تعتلي الأسطح، بدأت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق عدد كبير من القنابل الصوتية ومسيل للدموع على المتظاهرين، ومن ثم اقتحمت قوات مكافحة الشغب الجهة الغربية للمخيم واطلقت الرصاص المطاطي بكثافة كبيرة جدا …
جرح من جرح وأعتقل من اعتقل.. ولكن بقي ثلة قليلة صامدة من الطلاب لم تغادر المخيم يهتفون باصواتهم المنهكة لفلسطين وغزة.
بعد أن نجحت قوات الشرطة في اقتحام المكان وتحطيم وتكسير الخيم والحواجز التي وضعها المتظاهرين لحماية انفسهم، دخل الضابط المدعو كريستشان اكوستا – هذا الشخص الحقير والوقح – وقد كانت تعلو وجهة القبيح ابتسامة خبيثة فيها شعور بالنشوة وكأنه حقق انتصاراً كان يبحث عنه طويلا ووجده .. وقام بنزع علم فلسطين من مكانه في منتصف المخيم ورماه على الارض، في محاولة اخرى لهذه الدولة المأزومة وأدواتها القمعية بأن تجد حلا للحراك الطلابيّ والشعبي الممتد بين اكثر من ١٢٠ جامعة ومؤسسة تعليمية من شرق البلاد لغربها.
مما لا شك فيه ان القمع الذي تعرض له الطلاب في اليومين الأخيرين لم يزدهم إلا اصرار على ممارسة حراكهم، وهذا القمع ليس إلا دليل على أن حراكهم الطلابيّ فاعل ومؤثر، ولذلك علينا جميعا كفلسطينين وعرب ومتضامنين ان ندعم هؤلاء الطلاب في مطالبهم الانسانية والأخلاقية المشروعة والدفاع ايضا عن حقهم في التظاهر السلمي وحريتهم في التعبير عن الرأي.
اضف تعليقا