الملتقى الدولي الخامس للتضامن مع فلسطين

بالتزامن مع “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” عام 2013، عقدت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين مؤتمرها التأسيسي الأول بعنوان “الملتقى الدولي الأول للتضامن مع فلسطين”. واليوم، وبعد عشر سنواتٍ مستمرة من الجهود الإعلامية والعملية لإيصال الصوت الفلسطيني، والعمل الجاد لتحقيق حقه في العودة إلى أرضه، أقامت الحملة بالتعاون مع عائلة الزعيم الأممي نيلسون مانديلا وفي ذكرى وفاته العاشرة “الملتقى الدولي الخامس للتضامن مع فلسطين” في مدينة جوهانسبرغ، في جنوب إفريقيا.

يعبّر اختيار جنوب إفريقيا لعقد الملتقى عن القيم المشتركة والتضحيات والنضالات التي تربط شعبي البلدين، في مواجهة النظام الصهيوني ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، الموروثين عن الاستعمار البريطاني، والمتماثلين من حيث الإيديولوجية والسياسات الإجرامية.

كما يعبّر المؤتمر من جهة أخرى عن الإيمان بحتمية النصر والعودة للشعب الفلسطيني كما سبق وانتصرت جنوب إفريقيا.

انعقد الملتقى على مدار ثلاثة أيام (3-4-5/12/2023) تحت عنوان “نيلسون مانديلا وفلسطين: من مواجهة العنصرية إلى التحرير”، وتميّز بحضور عالمي واسع ووازن من أكثر من 40 دولة حول العالم، ومن مختلف التوجهات الفكرية والسياسية والعقائدية التي تجتمع كلها على الإيمان بتحرير فلسطين كلها.

تزامن توقيت الملتقى مع العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول، والذي فرض نفسه على البرنامج وعناوين النقاش.

وتمحورت أهداف الملتقى حول توجيه رسالة دعم لنضال الشعب الفلسطيني، والتأكيد على ترابط النضال العالمي في مواجهة الاستعمار والعنصرية، ودور القارة الإفريقية في حركة التحرر العالمي، وأهمية الاستلهام من النموذج النضالي للزعيم مانديلا، والبحث في وسائل التعريف بالقضية الفلسطينية وسبل تفعيل التضامن العالمي معها.

كما شهد الملتقى حضوراً لقيادات وممثلين عن الفصائل الفلسطينيية المختلفة والمتنوعة (حركة الجهاد الإسلامي، حركة المقاومة الفلسطينية حماس، الجبهة الشعبية- القيادة العامة، جبهة التحرير الفلسطينية، وحركة فتح) الذين أصدروا في ختام الملتقى بياناً خاصاً تحيةً للمقاومة في فلسطين، وإلى الدول المناصرة والداعمة، مثمنين الدور الذي تضطلع به الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين في تحشيد القوى الداعمة لفلسطين.

 

اليوم الأول

 

الجلسة الإفتتاحية:

افتتح الملتقى فعالياته بجلسة عامة في مجمّع قرطبة للمؤتمرات في مدينة جوهانسبرغ، بحضور ضيوف الملتقى والمشاركين من جنوب إفريقيا، إضافة إلى بعض السفراء المعتمدين في جنوب إفريقيا، مثل السفير اللبناني والجزائري والفلسطيني والإيراني، وقد شهدت كلمة لحفيد الزعيم نيلسون مانديلا، النائب ماندلا مانديلا، وعدد من المشاركين الذين اجتمعوا على التأكيد على أهمية التضامن الدولي ضد العدوان على غزة.

جلسة الشهادات الحية:

مثّلت جلسة الشهادات الحية مشهداً لواقع النضال الفلسطيني ووحشية الإجرام الصهيوني، جسّدته شهادات فلسطينية، لا سيما شهادة والد الشهيد المقدسي الطفل محمد أبو خضير الذي أحرقه المستوطنون الصهاينة حياً عام 2014.

كما عرضت شهادات لمشاركين من جنوب إفريقيا للنضال ضد التمييز العنصري في بلدهم، وأبرزها شهادة أحد رفاق كفاح الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وهو الوزير أوبيد بابيلا Obed Babila عضو اللجنة التنفيذية في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

 

 

جلسات اللجان:

توزّع المشاركون على ثلاث لجان علمية، هي:

  • اللجنة الأولى: المجتمع المدني والرأي العامّ وفلسطين، وتناولت:
    • تنسيق العمل بين منظمات المجتمع المدني، لبناء أوسع تحالف بين أحرار العالم لمكافحة الاستعمار والصهيونية.
    • المحافظة على التفاعل الجماهيري وتعزيز الاهتمام الشعبي بالقضية الفلسطينية.
    • اقتراح ومناقشة الأنشطة المناسبة.

 

  • اللجنة الثانية: الإعلام العالمي وفلسطين، وتناولت:
    • تجربة التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية من خلال معركة طوفان الأقصى.
    • سبل تجاوز التقييد والحظر على المحتوى المؤيد لفلسطين في منصات التواصل الاجتماعي.
    • آليات تفعيل الإعلام العالمي لخدمة القضية الفلسطينية.
    • مسؤولية صانعي المحتوى والمؤثرين إعلامياً نحو القضية الفلسطينية.
  • اللجنة الثالثة: فلسطين والقانون الدولي، وتناولت:
    • مسؤولية هيئات القانون الدولي وحقوق الإنسان نحو الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة جرائم الكيان الصهيوني.
    • آليات مقاضاة الكيان الصهيوني في الدول المختلفة

 

زيارة ثاني أكبر نصب تذكاري للزعيم مانديلا:

وسط حالةٍ من التقدير الواضح لنضاله وثباته، زار المشاركون في الملتقى بيت ومكتب الزعيم نيلسون مانديلا، بحضور حفيده النائب ماندلا مانديلا الذي استفاض بشرح تفاصيل مقتنيات وزوايا المتحف الذي يحوي أدق تفاصيل الحياة بحلوها ومرِّها ونضالها التي عاشها الرئيس مانديلا. كما زاروا ثاني أكبر نصب تذكاري للرئيس مانديلا، والواقع في مدينة جوهانسبرغ، حيث رفعوا العلم الفلسطيني وهتفوا لحرية فلسطين، كل فلسطين.

اليوم الثاني

 

الجلسة العامة الثانية: نيلسون مانديلا وفلسطين.. دروس من النضال في مواجهة الفصل العنصري

عُقدت الجلسة بإدارة النائب ماندلا مانديلا والدكتور عبد الملك سكرية وقدّم فيه أكثر من عشرين مشتركاً في المؤتمر شهاداتهم وآرائهم حول تكامل الكفاح العالمي في مواجهة الصهيونية والتمييز العنصري، باعتبارهما من أسوأ وجوه الاستعمار.

وخلالها تم عرض مسودة البيان الختامي على مجموعة من المشاركين مع مراعاة تمثيلهم كل الشرائح والمنظمات والدول المشارِكة لمناقشتها وإبداء الرأي والتعديل.

الجلسة الختامية:

اختتم الملتقى أعماله في جلسة ختامية عُقِدت في مجمّع قرطبة للمؤتمرات في مدينة جوهانسبرغ، تخللها عدد من الكلمات التي أُرفِقت بتلاوة النائب ماندلا مانديلا للبيان الختامي، واختتمت الجلسة بباقة من الأناشيد الوطنية لفلسطين قدّمها الفنان اللبناني معين شريف بمشاركة من جموع المشاركين الذين لوّحوا بالأعلام الفلسطينية.

 

البيان الختامي: 

 

اليوم الثالث:

شارك جميع المشاركون في الملتقى في زيارة لأكبر نصب للزعيم العالمي نيلسون مانديلا بحضور وزيرة شؤون رئاسة الجمهورية السيدة Lindiwe Zulu ممثلةً رئيس الجمهورية، ووضع المشاركون الذين أحاطوا بالعلم الفلسطيني باقات من الورد على النصب تخليداً لذكرى الرئيس مانديلا، ثم ألقيت كلمات لحفيده النائب ماندلا مانديلا وللمنسق العام للحملة الشيخ يوسف عباس وللسيدة الوزيرة؛ التي بدورها تسلّمت من الشيخ يوسف والمشاركين نسخة عن البيان الختامي لتسليمه لرئيس جنوب إفريقيا باسم الملتقى.