استيقظت غزة ليلة الثلاثاء الماضي على أصوات القصف والانفجارات، معلنةً نهاية هدنةٍ لم تدم طويلاً، بعد أن استأنف الكيان الغاصب عمليات القصف على القطاع المحاصر، مستهدفًا المنازل والمرافق المدنية.
وارتقى خلال هذه الساعات أكثر من 400 شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء العدوان. المشاهد كانت مروعة؛ عائلات بأكملها تحت الأنقاض، أطفال يبحثون عن آبائهم بين الركام، ومستشفيات تعج بالجرحى، وهي ذاتها التي تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023 حتى الآن إلى 48,981 شهيدًا، بالإضافة إلى 112,603 جريحًا.
ورغم القصف والدمار، يظل الفلسطينيون في غزة صامدين، متشبثين بأرضهم وحقوقهم. في كل زاوية من شوارع غزة، ترى وجوهًا تحمل قصصًا من الألم والأمل، وقلوبًا تنبض بالإصرار على الحياة. هذا الصمود ليس جديدًا على شعبٍ اعتاد مواجهة المِحن، وتحويل الألم إلى قوة تدفعه نحو المستقبل.
وكعادته اكتفى المجتمع الدولي بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار، حيث وصفت الأمم المتحدة الهجمات بأنها “جحيم على الأرض”، محذرةً من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. دولٌ عديدة أعربت عن قلقها، بينما بقيت مواقف أخرى مترددة، مكتفيةً بدعواتٍ لضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات.
في ظل هذا العدوان المستمر، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي ؟ ومتى سيُترجم التضامن مع غزة إلى أفعالٍ حقيقية توقف نزيف الدم وتكسر حصار الظلم ؟ حتى ذلك الحين، ستظل غزة، بأبنائها وبناتها، رمزًا للصمود والتحدي، تكتب بدمائها فصولًا جديدة في كتاب الحرية والكرامة.
في هذا الوقت، ونحن نقترب من ذكرى يوم الأرض، ندعو أحرار العالم، من كل حدب وصوب، أن يتحدوا في معركة الحق والعدالة. فلنكن جميعًا صوتًا مدويًا ضد الظلم، ولنحتفل بيوم الأرض ليس فقط في فلسطين، بل في كل عاصمة وقلب نابض بالحرية.
لنرفع رايات فلسطين في الميادين، ولننادي بأن حقوق الشعب الفلسطيني ليست قضية محلية، بل هي قضية إنسانية تخص كل من يؤمن بالعدالة والكرامة.
هذا العام، دعونا نكتب تاريخًا جديدًا، تاريخًا يشهد على وحدة الأحرار في كل أنحاء العالم، وتؤكد أن الأرض التي روتها دماء الشهداء ستبقى حرة، رغم كل محاولات الإبادة والتهجير.
اضف تعليقا