Gaza Writes on the Rubble: Lessons of Resilience in the Time of Genocideغزة تكتب على الركام.. دروس الصمود في زمن الإبادة

صمود غزة بعد عامين من الإبادة والحصار.. نصرٌ يتجاوز الركام

عامان مرا منذ أن أشعل الكيان الغاصب نار حربه على غزة، حرب إبادة ممنهجة لم تبقِ حجرًا ولا بشرًا. عامان من القصف والحصار والتجويع، واجهت فيها المدينة المحاصرة أقسى ما يمكن أن يواجهه شعب أعزل، لكنها بقيت واقفة، تكتب بالحطام معنى جديدًا للحياة، وتثبت أن الإرادة أقوى من آلة الحرب.

غزة المحترقة.. ذاكرة لا تُمحى

في هذا العدوان، سقط أكثر من 67 ألف شهيد، بينهم 20 ألف طفل، وجُرح ما يزيد عن 160 ألفًا، ودُمّرت 90% من البنية التحتية، فيما محيت 2700 عائلة من السجل المدني، وتحوّل التعليم والصحة والماء إلى رماد. تلك الأرقام لا تصف حربًا، بل مشروعًا للإبادة، أراد الاحتلال به أن يُطفئ الوعي الفلسطيني ويمحو الذاكرة.

صمود يربك العدوّ

رغم الجوع والدمار، لم تُكسر غزة. استمرّت في الحياة، في المقاومة، في التعليم داخل الخيام، وفي رفع الأذان بين الركام. فشل الكيان الغاصب في تحقيق أهدافه، واضطر إلى وقف عدوانه بعدما أثبتت غزة أن البقاء ذاته هو شكل من أشكال النصر. صمودها أجهض رواية القوة، وأعاد تعريف الانتصار بأنه القدرة على مواجهة الإبادة بالثبات لا بالسلاح فقط.

ما بعد النار.. مسؤولية لا تنتهي

انتهت الغارات لكن المأساة لم تنتهِ. الدمار هائل، والإعمار يحتاج إلى جهود صادقة. واجب العالم اليوم ليس التعاطف، بل المحاسبة ورفع الحصار ودعم من بقي على قيد الحياة. فجرائم الكيان الغاصب لم تتوقف عند حدود غزة؛ امتدت إلى الضفة والقدس، وإلى البحر حيث يُختطف المتضامنون وسفن الإغاثة.

غزة انتصرت لأنها رفضت أن تموت، انتصرت لأنها ما زالت تكتب وتُعلّم وتُصلّي تحت القصف. لكنها لم تنتصر وحدها؛ فكل من رفع صوتها، ووقف إلى جانبها، وتضامن معها في ميادين العالم، كان شريكًا في هذا النصر. ومع ذلك، فالمسؤولية لم تسقط بعد، بل بدأت الآن. على كل من رأى وسمع وشارك أن يُبقي الذاكرة حيّة، وأن يحوّل تضامنه إلى فعلٍ دائم. فالمأساة لم تنتهِ، لكنها أيضًا لم تنجح في كسر الروح. غزة تقول للعالم: أردتم لنا الفناء، فخلقنا من الألم حياة.

Share This Story, Choose Your Platform!