افتتحت فعاليات اليوم الثالث للملتقى الدولي الرابع للتضامن مع فلسطين، والتي سيتدارس خلالها المشاركون خطة عمل مشتركة للإعلام الإلكتروني، والتي تهدف إلى إيجاد شبكة مكونة من جميع أعضاء الحملة وأصدقائها، لإبراز عدالة القضية الفلسطينية ومواجهة محالات التشوية الإعلامي للشعب الفلسطيني المقاوم.
في بداية الجلسة الأولى، تحدث عضو الحملة العالمية محمد شلهوب قائلاً: “سنسعى إلى تطوير وتفعيل التواصل بين الأفراد المشاركين في الملتقى، لنعمل بشكل جدي على الأرض”، مضيفاً: “أطلقنا الموقع الرسمي للحملة، باللغتين العربية والإنكليزية، وسيكون مهماً للاطلاع على نشاطات أعضاء الحملة فيما يخص القضية الفلسطينية”، متابعاً: “إن الجهد الأكبر سيكون للأفراد الذي سيرسلون أفكارهم وإبداعاتهم، ليتم الاستفادة من خبرات الجميع لمحاربة العدو”.
فيما قال مسؤول تحرير شبكة القدس الإخبارية وضاح الشعار: “إن شبكتنا ظهرت مع بروز دور مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فكرة قدمها مجموعة من الشباب”، مبيناً أن مجموعة من الصعوبات واجهتهم في بادئ الأمر، أهمها سوء التنسيق.
وتابع: “الآن نحن شبكة تضم ملايين المتابعين، فضلاً عن أننا مصدر معتمد عند الوسائل الإعلامية المرموقة، علماً أننا نعتمد على العمل التطوري عبر إرسال فكرة أو صورة عما يجري في فلسطين”.
من جانبه، رأى رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة رفعت محمد سيد أحمد أن التغيير داخل الأمة سيفرض على وسائل التواصل الحديثة او القديمة أشكال من التغطية ومن المواجهة أعمق وأخطر وأكثر بقاء.
الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، ميس أبو غوش، تحدثت على وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: “إن الجيل الجديد اليوم يتابع أخبار العالم عبر الهواتف النقالة للوصول بشكل أسرع وأسهل إلى المعلومات”، مشيرة إلى أن الجمهور يتابع أخبار الشعب الفلسطيني الثقافية والفنية والرياضية، في إشارة منها إلى أن الفلسطينيين يمكنهم تحقيق نجاحات ليس فقط على الصعيد السياسي.
فيما تحدث مدير رابطة الوحدة من إيران غريب رضا قائلاً: “نحن كإيرانيين نعاني في علاقاتنا مع العالم، بسبب شن ظاهرة تشويه متعمدة لقلب الحقائق والهجوم علينا”.
وأضاف رضا: “حاولنا كمجتمع مدني إنشاء شبكات تواصل اجتماعي بغية توعية الجمهور، وبالفعل وجدنا تجاوباً كبيراً في الفضاء الافتراضي ورغبة جامحة في التواصل والحوار مع الإيرانيين”.
عقب ذلك، افتتحت الجلسة السادسة، والتي قام خلالها المشاركون بقراءة نتائج اللجان بعد أن تدارسوا خطة مشتركة للأنشطة والبرامج التضامنية السنوية، إضافة إلى مناقشة البيان الختامي وتوصيات الملتقى.
من جهته، نقل “أنطونيو هدوي” رسالة من الرئيس البوليفي “إيفو موراليس” جاء بها عبارات تضامنية مع القضية الفلسطينية.
وأدان موراليس في الرسالة جميع الممارسات الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، داعماً في الوقت ذاته جميع الأعمال التي تؤدي إلى عودة الفلسطينيين إلى أرضهم.
بدوره، شدد السيناتور التشيلي أليخاندرو نافارو على ضرورة النضال من أجل تحرير فلسطين، لافتاً إلى أن هناك جالية فلسطينية كبيرة في تشيلي، داعياً إلى التمييز بين اليهودية والصهيونية.
في سياق منفصل، أعرب السيناتور نافارو عن رفضه القاطع للعدوان السعودي على اليمن، مشيراً إلى مظلومية الشعب البحريني الذي يضحي من أجل الديمقراطية والحرية.
وأعرب السيناتور عن شكره لإيران وسوريا، إزاء مواقفهما الداعمة للقضية الفلسطينية، داعياً الجميع إلى الامتثال بهاتين الدولتين المناضلتين.
إلى ذلك، أعرب رئيس جمعية الشتات الفلسطيني في السويد خالد السعدي عن أمنيته بأن يتم زرع خيم على الشريط الحدودي من 30 آذار حتى 15 أيار إحياءً لذكرى يوم الأرض.
بدورها، دعت رئيسة جمعية نوارس للثقافة والفنون في تونس سميرة بنت على الخلفي إلى تشريك الأطفال والمراهقين في المحافل والاجتماعات التي تناقش القضية الفلسطينية.
فيما قال مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز إن التحديات القادمة التي تواجه القضية الفلسطينية كبيرة جداً وتتطلب المزيد من العمل على الأرض، لافتاً إلى أن الفلسطينيين في غزة يبذلون قصارى جهدهم لإطلاق مسيرة كبرى في يوم العودة 15 أيار داعياً إلى التضامن معهم في هذا اليوم.
عقب ذلك، اختتمت الجلسة السادسة أعمالها، وسط افتتاح الجلسة الختامية، بمشاركة نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل.
وتحدث في بداية الجلسة المنسق العام للحملة العالمية الشيخ يوسف عباس مبيناً أن جوهر القضية هو أن القدس عاصمة كل فلسطين، بلا أي حدود.
ولفت منسق الحملة إلى أن المجتمع المدني قدم من خلال ناشطيه الكثير من التضحيات التي تقلق الكيان الغاصب، وكل من يقف خلفه، لذا هنالك بحوث عن إيجاد مجتمع مدني جديد وبديل.
وأردف قائلاً: “هناك شباب مثقفون ينتجون خطاباً فلسطيني، وفناً ملتزماً، هؤلاء ينبغي أن يُبلور دورهم وأن يُعترف بهم وأن يُعطوا مساحة واسعة بصفتهم امتداداً للمقاومة بمعناه العميق.
واعتبر منسق الحملة فلسطين بأنها تمثل قيمة إنسانية بعيداً عن أي عنوان عرقي أو طائفي، مضيفاً: “هذا الملتقى جمع الناس من كل الأديان والأعراق والجنسيات لتحقيق العدالة في فلسطين بوجه قوى الاستكبار”.
فيما بعد، تحدث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عبر الشاشة قائلاً: “الهدف الحالي هو إسقاط قرار ترامب حول القدس، حيث يجب تسخير كل الإمكانات وإطلاق الطاقات من أجل تحقيق هذا الهدف”.
وشدد هنية على ضرورة التمسك بالوحدة الفلسطينية والوحدة العربية الإسلامية، وهذا يتطلب إنهاء الصراعات وإعلاء شأن ثوابت الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية القدس.
ورأى هنية أن جيل اليوم يملك صفات تؤهله بأن يكون أكثر قدرة وإبداع من أجل حماية القضية وعدم تمرير الصفقة الأمريكية.
وأكد هنية على ضرورة الابتعاد عن الخلافات الطائفية والمذهبية، مشيراً إلى أن البوصلة هي فلسطين فقط، داعياً إلى إطلاق العنان للفعاليات التضامنية مع فلسطين في كل أنحاء العالم وفي جميع الميادين.
واختتم هنية حديثه قائلاً: “رغم حجم المخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني، ثقوا جميعاً بأن المقاومة ستبقى مستمرة بكل مضامينها”.
من جانبه، قال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال كلمة له: “إن حزب الله هو نموذج في القدرة على التحرير ومواجهة قرارات الدول الكبرى الجائرة، نحن أصحاب الأرض وأصحاب الحق والمستقبل، ونعمل من أجل عزة وكرامة الإنسان”.
واعتبر الشيخ قاسم أن أمريكا احتلت العراق، ودعمت الإرهابيين في سوريا، ودعمت السعودية في حربها على اليمن، وحاربت الشعب البحريني عندما قرر التحرر من الظلم، كل هذا حدث من أجل حماية “إسرائيل”.
ووصف الشيخ قاسم أمريكا بأنها المعبر المخصص لتثبيت الاحتلال، وليست بوابو للحل كما يقول البعض، مشيراً إلى أن القدس كانت وستبقى عاصمة كل فلسطين، وبوصلة المقاومين الأحرار.
وتابع الشيخ قاسم مشيراً إلى أن الدفاع عن لبنان يعني الدفاع عن فلسطين والعكس ذاته، لأن المقاومة تهدف في نهاية المطاف إلى تحرير القدس، مضيفاً: “لا حل ولا خيار لاستعادة فلسطين إلا بالمقاومة بكافة أنواعها، ولاسيما المقاومة المسلحة التي لن نتخلى عنها حتى يرضخ العدو”.
إلى أن قدم الحاخام اليهودي رئيس منظمة ناتوري كارتا الرابي يزرائيل دايفيد وايز هدية لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، تسلّمها عنه نائبه الشيخ نعيم قاسم.
فيما بعد، قال مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين: “إن هذا الملتقى زادنا تصميماً على الصمود والثبات والرباط، ولاسيما أن يمثل أطياف المجتمع المدني والمؤسسات والمنظمات الاهلية والشعبية والإنسانية التي أعلت صوتها عالياً بتضامنها مع فلسطين”.
وبين الشيخ حسين أن قرار ترامب وغيره من الصفقات لن تمر على الشعب الفلسطيني، بل ستتحطم على صخرة هذا الشعب الذي سبق ان حطم كل المؤامرات.
ومن ثم سلم مفتي القدس الشيخ محمد حسين المنسق العام للحملة العالمية الشيخ يوسف عباس درعاً تكريمياً لما بذله من جهود في إطلاق الملتقى الدولي.
بدوره، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح رفعت شناعة خلال الجلسة: “إن الشعب اللبناني يقف بكل طوائفه وأحزابه ومذاهبه سنداً قوياً للشعب الفلسطيني في صراعه ضد الاحتلال الصهيوني، خاصة في معركة اليوم الشرسة بكل تداعياتها السياسية”.
ووصف شناعة الشعب الفلسطيني بأنه: “أبي وصامد ولقن الاحتلال الإسرائيلي دروساً قاسية”، موجهاً في الوقت ذاته حديثه لهيئة الأمم المتحدة قائلاً: “أنتم سبب نكبتنا، أنتم الذين أجرمتم بحق شعبنا”.
وختم شناعة بالقول: “إن إعلان ترامب لن يطول ولن يثبت، ولاسيما أننا أخذنا قرارنا كحركة فتح وكمنظمة التحرير الفلسطينية سواء في المجلس الثوري أو المركزي، سنبقى إلى جانب إخوتنا في حركة حماس”، مشدداً على ضرورة الوحدة الوطنية.
اضف تعليقا