بيان الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين بمناسبة وقف العدوان الصهيوني على غزة
بعد 470 يوماً من حرب الإبادة الصهيونية على غزة، أعلن الكيانُ الغاصب رضوخَه لوقف إطلاق النار، مستجيباً لمطالب الشعب والمقاومة الفلسطينية، الذين قدّموا أروع صور التضحية والإيمان منذ السابع من أكتوبر 2023، وظلّوا ثابتين ومتمسكين بمبادئهم وحقوقهم، رغم العدوان الوحشي الذي استهدف البشر والحجر والقضاء على كل مقومات الحياة.
وإذا كانت الحرب الكبرى والأشدّ خطراً التي نواجه فيها الكيانَ الغاصب هي حرب الوعي والإرادة؛ فإنَّ على أحرار العالم والشرفاء المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية ألا يسمحوا للمعتدي بتحويل رضوخه وانكساره الذليل إلى انتصار معنوي ونفسيّ؛ فلقد أثبتت المقاومة الفلسطينية، ومعها الشعب الفلسطيني، أنّ التمسك بالحقوق والثبات على الموقف هو الطريق إلى النصر، وأنّ كل من يحاول التشكيك في خيارات المقاومة عليه أن يعيد النظر في موقفه، ويدرك أنّها الخيار المشروع الوحيد في وجه الاحتلال والعدوان الوحشي الذي لم يوفّر طفلاً ولا امرأة ولا بيتاً آمناً.
فشل الاحتلال وسقوط داعميه: انتصار للحق الفلسطيني
ورغم مئات المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الكيان الغاصب، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه المعلنة، فلم يتمكن من تنفيذ مخطط الإبادة الجماعية وتهجير أهالي غزة، ولا اقتلاع المقاومة أو فصلها عن قاعدتها الشعبية، ولا تحرير الأسرى الصهاينة بالقوة. وفي المقابل، حقق الشعب الفلسطيني نتائج إيجابية عظيمة تمثلت في إعادة قضيته إلى صدارة المشهد الدولي، وتعزيز التضامن العالمي مع كفاحه المشروع، وتوحيد الصف الفلسطيني داخلياً وخارجياً، وفضح خيار التطبيع، مع كشف السقوط الأخلاقي والقِيَمي للغرب الذي دعم الكيان الغاصب وصمت عن جرائمه، مما أكَّد موقف الشعوب الداعم لتحرير فلسطين ونبذ الاحتلال.
دور المجتمع المدني والناشطين في تحقيق النصر
إنّ هذا النصر العظيم يتكامل مع الدور الحيَويّ الذي قام به ناشطو المجتمع المدني وحركات التضامن العالميّ، الذين لم يتوقفوا عن حراكهم لفضح جرائم الاحتلال وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وفي دعم المقاومة معنوياً وإعلامياً، ونقل صوت المظلومين إلى كل المحافل الدولية، فشكَّل هذا الحراك جزءاً أصيلاً في مواجهة الطغيان الصهيوني، إلى جانب كل جبهات الإسناد، وهو ما أثبت أنّ العدالة تحتاج إلى تضافر الجهود في جميع الميادين وعلى مختلف الجبهات.
ضرورة استمرار الحراك التضامني لتحقيق العدالة
إنّ وقف العدوان الصهيوني لا يعني انتهاء المأساة، بل يستدعي استمرار الحراك التضامني العالمي من أجل:
1- محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة: ومن دعمهم في جرائمهم، وهذا من أولويات عمل الناشطين الحقوقيين، فإنّ وقف العدوان لا يُسقط الجرائم، ولا يعفي مرتكبيها من المحاسبة.
2- تعريفُ العالم بالجرائم الصهيونية: التي ستكشف الأيام القادمة عن المزيد منها، وفضحُ كل من ساهم فيها وقدَّم الأسلحة التي ارتكبت بها.
3- دعم قضية الأسرى الفلسطينيين: الذين لا يعترف الكيان الغاصب بحقوقهم الإنسانية، وخاصة أولئك الذين لم تشملهم اتفاقية تبادل الأسرى.
4- إعادة إعمار غزة: التي تعرضت لتدمير واسع النطاق، بما في ذلك البنية التحتية، والمنازل، والمستشفيات، والبيئة الزراعية.
5- المؤازرة المعنوية للكفاح الفلسطيني: في الضفة الغربية والقدس وباقي المناطق، والذي لم يتوقّف أبداً.
6- تعزيز حركة مقاطعة الكيان: واستثمار الانتصار بتوسيع دائرة الوعي العالمي بعدالة القضية الفلسطينية.
رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم
إنّ العدالة الكاملة لن تتحقق إلا بتحرير الأرض من الاحتلال، وإنّ أي تقاعس عن محاسبة الاحتلال على جرائمه سيبقي الجرح الفلسطيني نازفاً. لذا، فإنّ دعم القضية الفلسطينية ليس مجرد تضامنٍ عابر، بل هو واجبٌ أخلاقي وإنساني، ووفاءٌ لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني الذي حمل عن العالم عبءَ مواجهة المشروع الصهيوني العنصري.
ختاماً: تدعو الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين جميع المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية إلى مضاعفة جهودهم في مواجهة التحديات القادمة، ورفض كل محاولات التطبيع مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال، كما تدعو إلى تخليد ذكرى الشهداء، والاحتفاء بإنجازات الشعب الفلسطيني، وحمل رسالة فلسطين كقضية مركزية لكل أحرار العالم.
هنيئاً لفلسطين ومقاومتها وشعبها بهذا النصر، ورحمة الله على الشهداء الذين خطّوا بدمائهم طريق الحرية والكرامة.
اضف تعليقا