في الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، التي تصادف 29 تشرين الثاني 2024، وهو اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نتطلع معكم إلى المزيد من التعاون والتنسيق في خدمة القضية العادلة للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة، أدت إلى ما يزيد على 44000 شهيد خلال عام واحد، وهو أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين يرتقي خلال عدوان صهيوني منذ عام 1948. لقد أحدث طوفان الأقصى زلزالاً في الجمود العالمي الذي كان يطوق القضية الفلسطينية، ورغم العدوان الصهيوني الذي تسبب في خسائر بشرية لا تعوّض، ودمار هائل في البيوت والمؤسسات المدنية والقضاء على مقومات الحياة في غزة، ونزوح حوالي مليوني إنسان، فإنَّ تمسك الفلسطينيين بحقوقهم رغم التضحيات، والروح الإيجابية العالية لهم رغم الآلام، قد أدت إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي بشكل لا سابق له، ووضعت حركة التضامن الدولية ومؤسسات المجتمع المدني أمام مسؤوليات كبيرة وتحديات وفرص هامة ينبغي علينا التعامل معها بمزيد من الاهتمام والعمل المنظم، من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة.

إن الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، وفي ذكرى تأسيسها الحادية عشرة، تضع في مقدمة جدول

أعمالها عدداً من القضايا، وتتوجه الحملة إلى أعضائها وأصدقائها الكرام للتعاون معاً فيها:

1- المساهمة في تطوير فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين التي شهدت توسعاً نوعياً وكمياً كبيراً، واجتذبت شرائح اجتماعية هامة مثل الحراك الطلابي؛ مما يستدعي توجيه المزيد من الجهود نحو الجامعات والمنظمات الشبابية. كما تصطدم الأنشطة التضامنية بالعديد من المعوقات، مثل إجراءات الحظر في بعض الدول، ومنها دول أوربية، الأمر الذي يفرض الاهتمام بالعمل القانوني

لتأكيد شرعية التضامن السلمي مع فلسطين.

2 مواجهة الحظر الإلكتروني: المتزايد للمحتوى الفلسطيني على المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل

الاجتماعي، والتعاون المشبوه بين شركات التقنية العالمية وبين الكيان الصهيوني.

-3- متابعة إجراءات محاكمة الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية والوطنية، وقد شهدنا صدور

مذكرات اعتقال عن محكمة الجنايات الدولية بحق بعض المسؤولين الصهاينة، وهو إجراء هام رغم

المعوقات التي تعترض تنفيذه، كما لا تزال محكمة العدل الدولية تراوح في خطواتها الأولى لمحاكمة

مجرمي الحرب الذين يستمرون في جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.

ونؤكد على أهمية توثيق الجرائم الصهيونية في فلسطين ولبنان، والتعرف على مرتكبي جرائم الحرب

من خلال منشوراتهم، وتسجيل شهادات الضحايا الفلسطينيين، والتي يقوم بها العديد من

الناشطين والمنظمات الحقوقية، لأهميتها الكبيرة لتحقيق محاكمات عادلة.

-4- مساندة حركات المقاطعة للبضائع الصهيونية في جميع البلدان ومواجهة محاولات تجريم

المقاطعة، وفضح الشركات والحكومات التي تسهم في تقديم الأسلحة والآلات المستخدمة في الجرائم

ضد الشعب الفلسطيني.

5- دعم مشاريع إعادة الإعمار بعيداً عن الاستغلال السياسي، وبما يمكن الشعب الفلسطيني من

ترميم ما دمره العدوان الصهيوني، دون تنازل عن أي من حقوقه الأساسية.

الأصدقاء الأعزاء:

إن جهودكم الكبيرة في التعريف بحقائق القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، ومختلف أنواع

الأنشطة التضامنية التي تقومون بها باستمرار لكشف الإرهاب الصهيوني، ودعم النضال الفلسطيني

تشكل إضافة نوعية إلى الكفاح العادل للشعب الفلسطيني من أجل حريته، وإنَّ الحملة العالمية للعودة إلى

فلسطين تؤكد استمرارية التعاون معكم لنبقى شركاء في خدمة قضيتنا العادلة وتحقيق العودة.