في خطوة مفاجئة وغريبة، قامت سفينة شحن تحمل مواد ومتفجرات تستخدم في العمليات العسكرية، بالرسوّ في ميناء الإسكندرية المصري، علماً أنّ الوجهة الأخيرة لهذه المواد الخطرة هي الكيان الصهيوني.

وقد عبّر ناشطون حقوقيون وأعضاء في الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين عن صدمتهم لهذه النهاية، خاصة وأنهم عملوا على مدى أشهر منذ آب/أغسطس الماضي لمنعها من الرسو في أي ميناء، ونجحوا في حظرها من دخول موانئ في عدة دول مثل “ناميبيا ومونتينيجرو ومالطا والبرتغال، ثم فوجئنا برسوّها في ميناء الإسكندرية” وفق تصريح خاص لهم إلى موقع الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين.

وكانت عدة منظمات حقوقية وإنسانية وناشطون داعمون للقضية الفلسطينية قد رصدوا – باستخدام مواقع تتبع عالمية مثل MarineTraffic– قيامالسفينة MV Kathrin ورقم تسجيلها 9570620، بتغيير علم البرتغال الذي كانت ترفعه، ورفع علم ألمانيا قبل أن ترسو في ميناء الإسكندرية مساء الإثنين الموافق 28 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بعد حملات موجهة إلى موانئ البحر المتوسط لمنع استقبالها، “لكونها تحمل شحنة عسكرية في طريقها لتغذية آلة الحرب الإسرائيلية في حربها الإبادية في غزة وعدوانها العسكري ضد شعبنا الفلسطيني والشعب اللبناني الشقيق” بحسب الإعلان الصادر عن حركة مقاطعة إسرائيل BDS.

وتابع الإعلان: “بالإضافة إلى تعارضه مع الموقف الرسمي المعلن والموقف الشعبي العارم، فإنّ تفريغ الشحنة المحظورة دوليًا في مصر يتعارض مع القرارات والمواثيق الدولية التي تدعو جميع الدول إلى الامتناع عن توفير أي نوع من الدعم للجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. إذ تُلزم الالتزامات الدولية مصر، وفقًا لاتفاقيات مثل ميثاق روما اتفاقية منع الإبادة الجماعية، باعتبارها دولة شقيقة ومجاورة، بتجنّب أي شراكة غير مباشرة قد تُستخدم في دعم الجرائم الإباديّة الإسرائيلية.

وقد تمكّنت حركة المقاطعة (BDS)، ومعها شركاؤها ونشطاء ومجموعات وتحالفات عابرة للقارات، من دفع حكومات عديدة، بما في ذلك مالطا، إلى منع السفينة من دخول مياهها. كما دفع الضغط الشعبي بالحكومة البرتغالية إلى فتح تحقيق حول السفينة التي كانت تحمل علم بلادها، وقادت نتائجه إلى مطالبتها بإزالة العلم، وانتهى الأمر بالسفينة بإزالة العلم البرتغالي واستبداله بالألماني.

تطالب اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، وهي أوسع ائتلاف في المجتمع المدني الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS)، بالضغط على الجهات المسؤولة لفتح تحقيق فيما إذا تم تيسير وصول الشحنات المحمّلة بالأسلحة والمتفجرات، والمتجهة لإسرائيل، عبر أراضٍ ومياه مصرية.

وجدّدت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) دعوتها جميع الدول إلى الالتزام بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفرض حظر عسكري على إسرائيل، كما تدعو للضغط الشعبي من أجل قطع جميع العلاقات معها. وتدعو الحركة النقابات العمّالية والمهنية، بما فيها نقابات عمّال النقل والشحن، بالانضمام إلى مئات النقابيين الذين يساهمون بعزلة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي بالامتناع عن المشاركة في نقل السلاح.