غزة تواجه أزمة إنسانية خانقة وسط استمرار الحصار والقيود على المساعدات

تواجه غزة أزمة إنسانية خانقة وسط استمرار قيود الاحتلال على إدخال المساعدات وتزايد خروقاته الميدانية، ما يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت منظمات أممية أن الاحتلال يعرقل دخول الإغاثة ويمنع مواد أساسية للأطفال والمرضى، فيما أظهرت صور أقمار صناعية دمار أكثر من 1500 مبنى منذ بدء سريان الهدنة في أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وأفادت منظمة “أطباء بلا حدود” بسقوط شهداء يوميًا في غزة لا سيما قرب الخط الذي يسميه الكيان الغاصب بـ “الخط الأصفر” مع تعقيد وصول المرضى إلى المستشفيات الواقعة ضمن مناطق عسكرية.

وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من تلوث 80% من مياه القطاع وتسجيل أكثر من 70 ألف إصابة بفيروس الكبد الوبائي، بينما يعيش آلاف المهجرين في خيام تفتقر إلى الماء والكهرباء وسط تفشي الأمراض مع اقتراب الشتاء.

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من استمرار العراقيل التي يفرضها الاحتلال على إدخال المواد الحيوية المنقذة لحياة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد في قطاع غزة.

وقال المتحدث الرسمي باسم المنظمة ريكاردو بيريس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن 938 ألف عبوة من حليب الرضع الجاهز للاستخدام ما تزال محتجزة منذ شهر آب/أغسطس الماضي، محذرًا من أن هذا التأخير يهدد حياة آلاف الأطفال الرضع في القطاع.

وأضاف أن القيود المفروضة على دخول المواد الإنسانية الأساسية، مثل أطقم الولادة والثلاجات العاملة بالطاقة الشمسية وقطع الغيار والمولدات ومواد تنقية المياه، تعيق بشكل كبير جهود المنظمات الإنسانية في تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.

وأشار إلى أن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة شهد زيادة محدودة خلال الأسابيع الأخيرة، موضحًا أن 5500 شاحنة دخلت القطاع بين 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي و10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إلا أن العديد من الإمدادات الضرورية ما تزال ممنوعة من الدخول.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة وجود أكثر من 6000 حالة بتر تحتاج إلى تأهيل عاجل، بينهم أطفال ونساء، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي.

ويرى مراقبون أن استمرار الخروق وتفاقم الكارثة الإنسانية ينذران بانهيار الهدنة ما لم تُتخذ خطوات دولية عاجلة لتثبيتها وضمان تدفق المساعدات.