Gaza… When the Bombs Fall Silent and the Cry of Hunger Risesغزة… حين يسكت القصف ويعلو صراخ الجوع
غزة بعد الحرب... ركام لا يُحصى وجوع يطرق الأبوابغزة بعد الحرب... ركام لا يُحصى وجوع يطرق الأبواب

موسم الزيتون في وجه الرصاص… الضفة الغربية تصحو على اعتداءات المستوطنين

في فلسطين، لا تُقطف ثمار الزيتون فقط من بين الأغصان، بل من بين الرصاص والدم، فحين يستعد الفلاح الفلسطيني لقطف ثمار عامٍ من الصبر والعناء، تنقضّ عليه آلة القمع بكل وجوهها؛ مستوطنون يهاجمون، وجيش الكيان يحمي المعتدين.

وبين أشخار الزيتون الذي لطالما كان غصنها رمزًا للسلام، ورصاصةٍ تطلقها يد المحتل، تُكتب حكاية الأرض من جديد  حكاية لا تعبُرها إلا الدماء.

خلال أسبوع استيقظت مدن وبلدات الضفة الغربية على سلسلة اعتداءات متزامنة نفذتها عصابات المستوطنين تحت حماية جيش الكيان الغاصب، استهدفت المزارعين الفلسطينيين في ذروة موسم قطف الزيتون. مشاهد تتكرر كل عام، لكنها هذا العام بدت أشدّ قسوةً واتساعًا، كأن الكيان الغاصب أعلن حربًا مفتوحة على الشجرة التي لا تموت.

في محيط بلدة ترمسعيا شمال رام الله، هاجمت مجموعات من المستوطنين المزارعين أثناء عملهم، ما أدى إلى إصابة فلسطيني بالرأس، وتهديد البقية بإحراق الأشجار إن عادوا إلى أراضيهم. وفي بلدة مخماس شمال القدس المحتلة، اعترض مستوطنون مسلحون المزارعين ومنعوهم من قطف الزيتون، فيما وثّق الأهالي اعتداءات بالشتائم والدفع أمام أنظار جنود الاحتلال الذين اكتفوا بالمراقبة.

أما في كوبر شمال رام الله، فقد قمعت قوات الكيان الغاصب فعالية تضامنية لقطف الزيتون، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز نحو الأهالي والصحفيين، ما تسبب بحالات اختناق وإصابات طفيفة، وأُجبر المزارعون على مغادرة أراضيهم تحت التهديد.

وفي نابلس، واصلت عصابات المستوطنين منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة الفنجل شرق المدينة، بينما أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه مزارعين في بيت لقيا جنوب غرب رام الله أثناء عملهم. وعلى امتداد المشهد، كان الحصار يتقدّم بخطوات ثابتة: إغلاق مداخل حوارة وبيتا وأودلا بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، في محاولة لخنق القرى وعزلها عن محيطها.

امتدت الاقتحامات إلى جنين وبيت قاد وبيت سيرا وعناتا، حيث نُفذت حملة اعتقالات واسعة طالت عددًا من الشبان، بينهم الأسير المحرر والمبعد إلى مصر محمود موسى عيسى. كما شهد مخيم قلنديا شمال القدس إطلاقًا مكثفًا للقنابل الصوتية خلال اقتحامٍ واسع.

كل هذه الاعتداءات تترافق مع موسم الزيتون، الذي بات رمزًا للمواجهة. فشجرة الزيتون التي تزيّن الأراضي الفلسطينية منذ آلاف السنين، تواجه اليوم البنادق والحرائق، والمزارع الذي اعتاد على نُضج الثمار ينتظر عوضًا عن ذلك اقتحامًا جديدًا أو قذيفة غاز.

في نهاية هذا اليوم الطويل من الخوف، يقف الفلاح الفلسطيني أمام أرضه التي نُهبت، يلمس جذع الشجرة العتيقة كما يلمس جرحًا مفتوحًا، ويرى في كل غصنٍ مثمرٍ وعدًا بالعودة والبقاء. فمهما طال عدوان المستوطنين، ومهما اشتد الحصار، ستبقى شجرة الزيتون في فلسطين شاهدًا على حقيقةٍ واحدة: أن الأرض لأصحابها، وأن الجذور لا تموت، حتى وإن حاصرها الحديد والنار.

Share This Story, Choose Your Platform!