Gaza Rejoices Amid the Rubble… High School Students Declare the Triumph of Lifeغزة تفرح رغم الركام… طلاب الثانوية العامة يعلنون انتصار الحياة

غزة… حين يسكت القصف ويعلو صراخ الجوع

انتهت أصوات القصف، لكنّ أصداء الجوع ما زالت تتردّد في شوارع غزة المهدّمة. فحين أُعلن وقف إطلاق النار، لم تتوقف المأساة. في مدينةٍ حوّلها الحصار إلى سجنٍ واسع، وصار فيها رغيف الخبز أغلى من الذهب، يواجه الناس معركة البقاء بما تبقّى من صبرٍ وإرادةٍ وفتات أمل.

غزة اليوم تقف على حافة مجاعةٍ معلنة، بعد عامين من الإبادة التي طالت البشر والحجر والزهر، فأحرقت الأرض ودمّرت المزارع ومسحت الحقول من الوجود. لم يعد المشهد كما كان، فالحقول التي كانت خضراء صارت رمادًا، والبحر الذي كان رزقًا صار محاصرًا، والمائدة التي كانت تجمع العائلة تحوّلت إلى ذكرى بعيدة.

برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكد أن مكافحة المجاعة في قطاع غزة ستتطلب وقتاً طويلاً، داعيًا إلى فتح جميع المعابر لإغراق القطاع بالغذاء بعد أن أغلقت الحرب كلّ منافذ الحياة. تقول المتحدثة باسم البرنامج، عبير عطيفة، إنّ الحدّ من المجاعة سيتطلب وقتاً، مشيرةً إلى أن ما يدخل إلى غزة من الغذاء لا يزال أقل بكثير من الاحتياجات اليومية لأكثر من مليوني إنسان.

خمسة مراكز توزيع فقط تعمل اليوم في غزة، يسعى البرنامج إلى رفعها إلى 145 مركزًا. يدخل يوميًا ما معدله 560 طنًا من الأغذية، رقم يبدو كبيرًا لكنه في الحقيقة لا يلبّي إلا جزءًا ضئيلاً من الحاجة الفعلية. وتضيف عطيفة: “نحن نحث على فتح المعابر الشمالية لقطاع غزة، لأن إغلاقها يعيق الوصول إلى المناطق الأشد احتياجاً. حتى الآن، لم نبدأ التوزيع في مدينة غزة، حيث لم تصل سوى إمدادات محدودة بسبب إغلاق المعابر”.

أما وكالة “الأونروا” فحذّرت من أن المجاعة ليست الخطر الوحيد، بل إنّ انهيار القطاع الزراعي جعل الأزمة أكثر عمقًا. فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة بعد أن دمّر الكيان الغاصب معظم الأراضي الزراعية أو منعت الوصول إليها. وتقول الوكالة: “جميع الأراضي الزراعية في القطاع تقريباً أصبحت مدمَّرة أو يتعذر الوصول إليها، ما ترك آلاف العائلات بلا مصدر دخل، ورفع أسعار الغذاء إلى مستويات غير مسبوقة”.

الأرقام القادمة من غزة تُنذر بكارثة إنسانية مفتوحة: أكثر من 94% من الأراضي الزراعية، أي نحو 178 ألف دونم، دُمّرت بفعل الحرب، فانخفض الإنتاج السنوي من 405 آلاف طن إلى 28 ألف طن فقط. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغت خسائر القطاع الزراعي نحو 2.8 مليار دولار خلال عامين من العدوان، وتقلّصت مساحة الأراضي المزروعة بالخضروات من أكثر من 93 ألف دونم إلى أربعة آلاف فقط.

ورغم هذا الدمار، لا تزال غزة تحاول أن تحيا. في المخيمات، تزرع النساء الأعشاب على جنبات الخيام، وفي الشوارع المحفّرة يبيع الأطفال الخبز اليابس، وفي العيون ما زال الأمل يقاوم اليأس.

فمن رحم المجاعة تنبت الكرامة، ومن تحت الرماد تصرّ غزة أن تبقى. ليست المعركة اليوم على الأرض فقط، بل على الحق في الحياة نفسها، والمدينة التي واجهت الإبادة وخرجت حيّة، لا يمكن أن يُهزم فيها الجوع إلى الأبد.

Share This Story, Choose Your Platform!