📢 نشرة الفعاليات والمواقف التضامنية مع غزة وفلسطين📢 نشرة الفعاليات والمواقف التضامنية مع غزة وفلسطين
مشاهد من موكب نداء الأقصى على طريق المشايةمشاهد من موكب نداء الأقصى على طريق المشاية

أسطول الصمود.. حين يطفو الغضب من أعماق البحر إلى ميادين العالم

في عرض البحر، حيث لا حدود ولا أسلاك شائكة، أبحرت سفن أسطول الصمود محمّلة بالغذاء والدواء ورسائل الحرية.

أربعون سفينة حملت علىأسطول الصمود متنها أكثر من خمسمئة ناشط من نحو أربعين دولة، بينهم شخصيات عامة وأكاديميون وأطباء وفنانون، اجتمعوا على هدف واحد: كسر الحصار عن غزة.

من تونس وإيطاليا وإسبانيا، ومن موانئ أخرى في المتوسط، انطلقت القافلة البحرية كأمل عابر للقارات، وكصرخة ضمير تواجه عتمة الصمت الدولي.

لكن المشهد الإنساني سرعان ما تحوّل إلى هدف لاعتداء عنيف من قبل الكيان الغاصب. زوارق حربية حاصرت الأسطول على بعد أكثر من 70 ميلاً بحريًا من غزة، في قلب المياه الدولية.

اقتحمت قوات الكيان الغاصب 13 سفينة بالقوة، بينها سفينة “ألما” التي كانت تقود القافلة، واستولت على سفن أخرى مثل “سيروس” و”أدارا” التي كانت تقلّ ناشطين من بريطانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة.

عشرات المعتقلين اقتيدوا إلى وجهة مجهولة، فيما حاول الكيان الغاصب فرض تغيير مسار السفن نحو ميناء “عسقلان”. هكذا تحولت الرحلة الإنسانية إلى فصل جديد من القرصنة، وخرق صريح للقانون الدولي على مرأى العالم أجمع.

لم تتوقف القصة عند البحر.. الأرض بدورها انتفضت، في روما وبرلين وباريس وأثينا وبرشلونة، خرج الآلاف إلى الشوارع هاتفين ضد قرصنة الكيان الغاصب. في لندن علت الأصوات الداعية لحرية غزة، وفي إسطنبول غصّت الساحات بالمحتجين.

فيما شهدت تونس مظاهرات ضخمة تضامنًا مع الأسطول. في نواكشوط احتشد العشرات أمام السفارة الأميركية تنديدًا بالاعتداء، وفي نابولي أُغلق مركز القطار الرئيسي استنكارًا للهجوم. أمّا في ميلانو، فقد خرجت مظاهرة حاشدة رفعت الأعلام الفلسطينية ونددت بالاعتداء.

من أوروبا إلى شمال أفريقيا، ومن آسيا إلى أميركا اللاتينية، ارتفعت موجة عالمية من الغضب الشعبي، لتقول إن غزة لم تعد وحدها في الميدان.

هذه المظاهرات لم تكن مجرّد شعارات عابرة، بل فعل مقاومة مدني يفضح الكيان الغاصب ويضعه عارياً أمام ضمير العالم. فصورة الأسطول وهو يُقمع في عرض البحر سرعان ما ارتسمت في الشوارع كسؤال أخلاقي.. بأي منطق تُستهدف سفن إنسانية لا تحمل سوى الغذاء والدواء، بينما يلوذ المجتمع الدولي بالصمت؟

لقد عرّى الاعتداء زيف خطاب “النظام الدولي”، وأظهر أن الحقيقة تُكتب في الميادين.. فالشعوب ترفع صوتها مع غزة، فيما الحكومات تواصل تواطؤها بالصمت والخذلان.

يواصل باقي الأسطول إبحاره متحديًا الخطر، لتبقى معركته مفتوحة بين البحر والشوارع. وبينما يحاول الكيان الغاصب فرض قرصنته، تتسع دوائر التضامن، وتتدفق صور الاحتجاجات من القارات الخمس، لتشكّل جدارًا عالميًا من الرفض. أسطول الصمود لم يعد مجرد سفن تمخر البحر، بل صار رمزًا للإنسانية حين تتمرد على الحصار، وأيقونة لوحدة الشعوب في وجه آلة الحرب.

إن ما جرى أمس لم يكن حادثة عابرة في المتوسط، بل محطة فارقة تضع العالم أمام اختبار جديد.. إما أن يُرفع الحصار ويُسمح لغزة بالحياة، أو يظل البحر شاهدًا على خيانة الصمت، فيما تصرخ الشوارع أن فلسطين ليست وحدها.

Share This Story, Choose Your Platform!