أسبوع الانتفاضة.. الذكرى الـ25 لانتفاضة الأقصى والذكرى الـ10 لانتفاضة القدس

غادة رباح.. صرخة جديدة تحت الركام

لم تنتهِ مأساة الطفلة هند رجب في يناير الماضي، حتى تكررت القصة نفسها مع الشابة غادة رباح في حي تل الهوى غرب مدينة غزة. فقد دمّر الكيان الغاصب منزل عائلتها، ليتركها عالقة تحت الأنقاض تصارع الموت لساعات طويلة، وسط انعدام معدات الإنقاذ ورفع الأنقاض وعدم قدرة الدفاع المدني على الوصول إليها بسبب قصف الاحتلال المتواصل على منطقتها.

غادة، مثل هند، لم تستسلم .. استخدمت هاتفها للاستغاثة، وأرسلت نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن صرخاتها لم تجد من ينقذها بسبب كثافة القصف والعدوان وإجرام الكيان الغاصب.

بعد يومين على الحادثة وصل الدفاع المدني والصليب الأحمر إلى منزلها، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها أو سماع صوتها بعد إعادة الكيان الغاصب قصف المنزل مرة ثانية، حيث لم يبقَ سوى الركام، ولا صوت يجيب.

القصة أعادت للأذهان مأساة الطفلة هند رجب، التي انتظر العالم بخوف قصتها حين بقيت محاصرة مع عائلتها في السيارة، قبل أن تُقتل برصاص الكيان الغاصب الغادر الذي أطلق على سيارتها أكثر من 300 رصاصة وقتلها مع جميع أفراد عائلتها.

اليوم، تسير غادة على ذات الطريق؛ ضحية جديدة لإبادة مستمرة تستهدف المدنيين في غزة دون تمييز، حيث تطرح هذه الوقائع المروّعة سؤالاً مؤلماً: كم من هند وغادة يجب أن تُستشهد حتى يتحرك الضمير العالمي؟ إلى متى سيبقى الصمت الدولي متواطئاً مع آلة القتل، تاركاً المدنيين وحدهم يواجهون الإبادة؟

لم تعد حكاية غادة مجرد مأساة فردية، بل صورة مكثفة عن واقع غزة اليوم؛ مدينة تُقصف يومياً، وأصوات استغاثة تضيع بين الركام، فيما يستمر نزيف الأرواح بلا نهاية واضحة.

Share This Story, Choose Your Platform!