The Global Campaign to Return to Palestine launches a Media Initiative and Solidarity Events for the Week of the Intifadaالحملة العالمية للعودة إلى فلسطين تطلق حملة إعلامية وفعاليات تضامنية في أسبوع الانتفاضة
أسبوع الانتفاضة.. الذكرى الـ25 لانتفاضة الأقصى والذكرى الـ10 لانتفاضة القدس

الانتفاضة.. ردّ الشعب الفلسطيني على نسيان قضيته

تظلّ القضية الفلسطينية حيّة رغم محاولات طمسها، وفي كل مرة يُراهن فيها على خفوتها، ينهض الفلسطينيون ليعيدوا ترتيب الوعي. هكذا فعلوا في انتفاضة الحجارة عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000، ثم في انتفاضة القدس عام 2015 وهكذا يفعلون اليوم في وجه الإبادة والتجويع في غزة والتغوّل الاستيطاني في الضفة ومعاناة المخيمات.

اندلعت انتفاضة الحجارة عام 1987 إثر حادث دهسٍ ارتكبه الكيان الغاصب بحق عمال فلسطينيين في غزة، فاشتعلت الضفة والقطاع بمواجهات جماهيرية امتدّت لأشهر طويلة. خرجت المسيرات والإضرابات الشعبية، وتحوّلت الحجارة إلى رمز مقاومة، لتعيد الاعتبار للهوية الوطنية وتكشف عجز الكيان الغاصب عن كسر إرادة الناس رغم القمع والاعتقالات.

وبعدها انتفاضة الأقصى عام 2000، فجّر اقتحام المجرم شارون لساحات الأقصى الغضب المكبوت، وتحوّلت المواجهات الشعبية إلى صدام أوسع بفعل القمع الدموي والاجتياحات والحصار. دفعت هذه الانتفاضة ثمنًا باهظًا بالدم والدمار، لكنها أكدت أن مشروع الاستيطان لن ينجح في كسر إرادة التحرر، وأعادت خيار المقاومة إلى مركز الوعي الفلسطيني.

ثم جاءت انتفاضة القدس عام 2015 على وقع اقتحامات الكيان الغاصب المتكرّرة للمسجد الأقصى، وجرائم المستوطنين، وحرق عائلة الدوابشة والطفل محمد أبو خضير، واستمرار التوسع الاستيطاني.

ما فجّر موجة غضب عارمة تحوّلت إلى مواجهات واسعة في القدس والضفة، جاءت هذه الانتفاضة كتحوّل نوعي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية ويؤكد أن أي مساس بالمقدسات والحقوق يفتح أبواب الغضب الشعبي.

لم تكن الانتفاضة حدثاً منفصلاً، بل ردًّا شعبيًا متراكمًا على محاولات تهميش القضية وتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني. في كلتا المحطتين، حرّك الشارع البوصلة، وأثبت أن الفلسطينيين قادرون على فرض حضورهم وحقوقهم غير القابلة للتصرّف.

واليوم، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يتعرّض قطاع غزة لعدوان وحصار غذائي ودوائي وإبادة بحق جميع أبناءه، ومع ذلك يقدّم أهله نموذجًا استثنائيًا للصمود، حياة تُستعاد من تحت الركام وإصرار على البقاء ورفض للتهجير.

وفي الضفة الغربية تتصاعد الاعتداءات الاستيطانية والاقتحامات والاعتقالات وهدم البيوت، لكن القرى والبلدات ما زالت تتمسك بأرضها وتواجه اعتداءات المستوطنين بإصرار يومي، مؤكدة أن الأرض تُصان بالفعل لا بالكلام.

ورافق هذه الوقائع موجات تظاهر مليونية حول العالم، رفعت راية فلسطين وطالبت بوقف المجازر ومحاسبة الجناة، ما أعاد مركزية القضية إلى الرأي العام الدولي وقلّص قدرة السردية الاستعمارية على احتكار المشهد.

من حجارة 1987 إلى غضب الأقصى عام 2000، وانتفاضة القدس عام 2015، وصولًا إلى صمود غزة والضفة اليوم، تتأكد معادلة واحدة.. القضية لا تموت ما دام شعبها يقاوم. انتفاضة القدس، بمعناها الأوسع، هي اسم لذاكرةٍ تتجدّد كلما حاول العالم أن يطوي الصفحة؛ رسالة ثابتة بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن فلسطين ستبقى حيّة حتى يطلع فجر الحرية.

Share This Story, Choose Your Platform!