غزة تموت والشاحنات عالقة عند أبوابها..غزة تموت والشاحنات عالقة عند أبوابها..
The Global Campaign to Return to Palestine launches a Media Initiative and Solidarity Events for the Week of the Intifadaالحملة العالمية للعودة إلى فلسطين تطلق حملة إعلامية وفعاليات تضامنية في أسبوع الانتفاضة

الانتفاضة خيار الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال

على امتداد تاريخ النضال الفلسطيني، برزت الانتفاضة كخيارٍ شعبيّ جامع يعبّر عن الإرادةٍ الجماهيرية. وفي أسبوع الانتفاضة (22–28 أيلول/سبتمبر)، يستعيد الفلسطينيون ملامح محطتين مفصليتين: الانتفاضة الأولى (1987) وانتفاضة الأقصى (2000)، بما حملتاه من فعلٍ مدني واسع ورسالة أخلاقية صلبة في مواجهة الكيان الغاصب.

انطلقت الانتفاضة الأولى من مخيم جباليا عام 1987، فتمدّد غضب الناس من غزة إلى الضفة والقدس والداخل. لبّت الجماهير نداء المقاطعة والعصيان الضريبي والإضرابات، ورفعت العلم الفلسطيني المحظور، وقادت النقابات والطلبة واللجان الشعبية حراكًا لا مركزيًا رسّخ العمل الأهلي والمبادرات الذاتية.

كانت بيت ساحور نموذجًا للصمود الشعبي: رفضٌ جماعي للضرائب، ومبادرات إنتاج بديلة لتقليل الارتهان لاقتصاد الكيان الغاصب. تحولت المدارس المغلقة إلى فصولٍ سرية، وغدا التعليم فعل مقاومة. وبرزت المرأة الفلسطينية في الصفوف الأولى تنظيمًا وتضحية، ما عزّز حضورها السياسي والاجتماعي وأبقى مجتمعًا تحت الحصار قادرًا على الاكتفاء والتكافل.

مع انتفاضة الأقصى عام 2000، انفجر الغضب الشعبي إثر اقتحام المسجد الأقصى. دوّى المشهد الإنساني لاستشهاد الطفل محمد الدرة في ضمير العالم، وخرجت مسيرات وإضرابات واسعة داخل فلسطين وفي محيطها العربي. وعلى الرغم من تغير الظروف وارتفاع كلفة القمع، حافظت المظاهر المدنية—من الاحتجاجات الشعبية إلى المبادرات المجتمعية—على جوهر الانتفاضة كحركة أخلاقية، وواصلت النساء أدوارًا محورية في التنظيم والإسناد والإغاثة، فيما أعاد جيل الشباب صورة أطفال الحجارة في مواجهة الجرافات والدبابات.

اليوم، وبينما ترتكب الإبادة الجماعية في غزة، يعود إرث الانتفاضتين ليثبت أن خيار الشعب لا يُقهر. مشاهد القصف والنزوح والجوع تعيد إلى الذاكرة صور الحجارة والإضرابات، وتشعل موجات تضامن عالمي تتسع يومًا بعد يوم؛ من شوارع العواصم الأوروبية والأمريكية إلى الميادين العربية والإفريقية. وكما وحّدت الانتفاضات الأجيال والشعوب، يتجدد المشهد الآن عبر مسيرات الدعم، والمقاطعة الاقتصادية، والضغط السياسي لوقف جرائم الكيان الغاصب.

ما يؤكد أن الانتفاضة ليست ذكرى تاريخية بل خيار دائم يتجدد كلما أُغلقت الأبواب وتجاهلت الحقوق ويجسد الإيمان بأن الكفاح الشعبي قادر على زعزعة منظومات القهر وأن الحرية والعودة حق يُصان بالإرادة والصمود جيلاً بعد جيل.

Share This Story, Choose Your Platform!