في تحرك بحري غير مسبوق، انطلق أسطول الصمود العالمي من عدة موانئ أوروبية وشمال أفريقية ودول أخرى باتجاه قطاع غزة، حاملاً على متنه مئات النشطاء والإمدادات الإنسانية، في محاولة لكسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني إنسان في القطاع. ويُعد هذا التحرك الأوسع من نوعه، إذ يضم أكثر من خمسين سفينة، ما جعله يوصف بأنه أكبر مهمة تضامنية بحرية في التاريخ.

انطلاقة متعددة الجنسيات

بدأت أولى سفن الأسطول رحلتها من ميناء برشلونة الإسباني صباح 31 أغسطس/آب 2025، قبل أن تلتحق بها قوافل أخرى من ميناء جنوة الإيطالي، على أن تنطلق سفن إضافية من تونس وموانئ أخرى في الرابع من سبتمبر/أيلول، لتلتقي جميعها في البحر نحو سواحل غزة.

ويشارك في هذه المبادرة آلاف النشطاء من 44 دولة، من بينهم شخصيات بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والممثلة الأميركية سوزان ساراندون، وعمدة برشلونة السابقة آدا كولاو، إلى جانب نواب أوروبيين وسياسيين من تيارات مختلفة.

مساعدات إنسانية ورسالة سياسية

إلى جانب الطواقم الحقوقية، تحمل السفن أطنان من المساعدات الغذائية والطبية المتجهة نحو غزة. وأكد المنظمون أن الهدف يتجاوز مجرد إيصال المساعدات، فهو رسالة سياسية واضحة بأن غزة ليست وحدها، وأن هناك إرادة شعبية عابرة للحدود في مواجهة سياسة التجويع والإبادة.

إصرار رغم المخاطر

المتحدث باسم الأسطول، سيف أبو كشك، شدد على أن المبادرة ستعمل بلا كلل حتى كسر الحصار ووقف الإبادة الجماعية، منتقدًا صمت الحكومات الدولية وتقاعسها عن اتخاذ أي خطوات حقيقية لوقف الجرائم. وأضاف أن المجتمع الدولي يقف متفرجًا، بينما الشعوب هي من تتحرك لملء هذا الفراغ.

بارقة أمل رغم الحصار

يأتي هذا التحرك في ظل وضع إنساني كارثي يعيشه سكان غزة، حيث أدى عدوان الكيان الغاصب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى استشهاد أكثر من 63 ألف فلسطيني وإصابة نحو 160 ألفًا، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار المجاعة والأوبئة. وفي ظل هذا الواقع، يراه كثيرون بارقة أمل وشكلًا جديدًا من الضغط الشعبي الدولي.

خطوة أولى لتحركات أوسع

تعددت محاولات كسر الحصار، لكن “أسطول الصمود العالمي” يتفوق بحجمه وبتنوع المشاركين فيه، ما يجعله محطة فارقة قد تمهّد لتحركات أوسع في المستقبل. وحتى قبل أن يصل إلى وجهته، نجح الأسطول في إعادة تسليط أنظار العالم على مأساة غزة، مؤكدًا أن التضامن الشعبي قادر على إحداث فارق حيث تعجز السياسات الرسمية.