بعد أكثر من ثمانية أشهر على وداعها باعتبارها استُشهدت في سجون الكيان الغاصب، تلقت عائلة الشابة الفلسطينية بيسان فضل فياض صدمة جديدة قلبت موازين الحزن والحداد.

فقد تبيّن أن بيسان، التي اعتُقلت خلال عدوان الكيان الغاصب على غزة، ما زالت على قيد الحياة في سجون الاحتلال، مصابة بشلل نصفي نتيجة إصابة خطيرة في العمود الفقري، فيما كان الجثمان الذي تسلّمته عائلتها ودفنته في يناير الماضي يعود لامرأة أخرى.

القضية تسلّط الضوء على جريمة مركّبة تمزج بين الإخفاء القسري والتلاعب بالجثامين، وتعكس حجم المعاناة التي تُدفع إليها العائلات الفلسطينية وهي تعيش بين الحداد والشك، محرومة من أبسط حقوقها في معرفة مصير أبنائها.

وهي أيضًا جزء من نمط متصاعد من الانتهاكات التي تطال مئات الفلسطينيين المخفيين في سجون الكيان الغاصب، بلا أي معلومات عن أوضاعهم الصحية أو أماكن احتجازهم.

وتكشف مأساة بيسان عن الوجه الأشد قسوة لهذه السياسة، حيث يتحوّل الجرح الفردي إلى صورة عن معاناة جماعية، ويغدو الصمت الدولي بمثابة غطاء يتيح للاحتلال التمادي في جرائمه.

إنها رسالة صارخة بضرورة تحرّك إنساني وقانوني عاجل يضع حدًا لهذه الانتهاكات المستمرة، ويعيد الاعتبار لحقوق المفقودين والمخفيين وعائلاتهم.