اختتمت في مدينة كربلاء المقدسة أعمال مؤتمر نداء الأقصى الدولي الرابع، الذي عُقد تحت شعار: “من كربلاء إلى فلسطين: مسيرة التضحية من أجل الحرية والكرامة والانتصار”، وذلك بمشاركة واسعة من شخصيات دينية وسياسية من مختلف دول العالم.

وأوضح البيان الختامي أن هذا المؤتمر، الذي نظمته الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين برعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، شكّل منصة عالمية لتجديد العهد مع فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، وللتأكيد على موقف واضح لا يقبل التأويل في وجه الاحتلال والعدوان.

وأكد البيان أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية ممنهجة تُرتكب فيها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي وإسلامي مخزٍ.

وأضاف أن المؤتمر يعلن الدعم المطلق لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بجميع أشكالها المشروعة حتى التحرير الكامل من البحر إلى النهر، وضمان حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم بلا قيد أو شرط.

وأدان المشاركون تواطؤ الحكومات الغربية والأنظمة المُطبّعة التي توفر الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال الصهيوني، محمّلين إياها المسؤولية الأخلاقية والجنائية الكاملة عن الجرائم الجارية.

وشدد البيان على أن المقاومة ليست خيارًا، بل واجب شرعي وأخلاقي، داعيًا علماء الأمة إلى ترسيخ هذا المفهوم ضمن الخطاب الديني، وتعزيز فقه التحرير والمواجهة.

ودعا المشاركون الشعوب الحرة في العالم إلى تصعيد حملات المقاطعة الشاملة للاحتلال، ومواجهة التطبيع باعتباره خيانة صريحة لدماء الشهداء وكرامة الأمة.

وطالب البيان المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، من خلال توثيق الجرائم ورفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية بحق القادة الصهاينة.

كما شدد المؤتمر على أهمية دور وسائل الإعلام الحرة في كسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة، وفضح الرواية الزائفة التي تروجها ماكينة التضليل الصهيونية والغربية.

ودعا إلى إطلاق مبادرات إغاثة عاجلة ومستدامة في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وسائر الأرض المحتلة.

وأشاد البيان بمواقف المرجعيات الدينية، وفي مقدمتها سماحة السيد علي السيستاني، التي أكدت وجوب نصرة فلسطين ورفض التهجير ومشاريع تصفية القضية، كما وجّه التحية لكل الأصوات الدينية والروحية التي ارتفعت من المساجد والكنائس والمنابر في وجه الظلم، رغم التهديدات والملاحقة.

وتقدّم المؤتمرون بجزيل الشكر والامتنان للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على رعايتها للمؤتمر ووقوفها الدائم إلى جانب فلسطين، كما حيّوا الشعب العراقي العظيم على مواقفه الثابتة، واحتضانه التاريخي للقضية الفلسطينية.

وأعلن البيان التزام المشاركين بتحويل توصيات المؤتمر إلى برامج عمل ميدانية تشمل التوعية والدعم والمرافعة القانونية والضغط السياسي، على أن تُرسل وثيقة التوصيات إلى الشركاء لمتابعة التنفيذ ضمن آليات تعاون دولي وشعبي مشترك.

واختُتم البيان بنداء حمل روح كربلاء وصوت المظلومين إلى العالم كله:

“فلسطين ليست وحدها، والقدس ليست بلا نصير… الاحتلال إلى زوال، والتاريخ لا يرحم المتخاذلين.”