برعاية العتبة الحسينية، أطلقت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “نداء الأقصى” الدولي الرابع في مدينة كربلاء العراقية، بحضور شخصيات دينية وسياسية من مختلف دول العالم، وسط دعوات موحدة لنصرة غزة ومواجهة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية الأستاذ حسن رشيد العبايجي إن القضية الفلسطينية اليوم بحاجة إلى موقف أخلاقي وإنساني دولي لوقف حرب الإبادة المستمرة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: إن المشاهد المروّعة للتجويع في قطاع غزّة لا تسمح لأي إنسان بأن يهنأ بطعام أو شراب، وعلينا جميعا التحرك بشكل فوري وعاجل لوقف المجاعة والحصار الخانق المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال: ندعوكم يا شرفاء العالم والأمة الإسلامية في كل مكان لنطلق صرخة الإمام الحسين عليه السلام ضد الظالمين والمستكبرين لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى وتحرير الشعب الفلسطيني الأبي”.
وألقى المنسق العام للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الشيخ يوسف عباس كلمة الحملة بصفتها الراعي الرسمي للمؤتمر، أكد فيها أن ما يجمع المشاركين هو نداء فلسطين وصوت غزة المحاصرة، مشددًا على أن ما يجري هو حرب إبادة غير مسبوقة كشفت زيف المتاجرين بحقوق الإنسان وسقوط الأقنعة عن المتواطئين. وأضاف: “بلغت الكارثة حدًّا يجعل الصمت خيانة، والكلمات العاجزة مدعاة للخجل”، داعيًا إلى تحركٍ عملي يتجاوز الشعارات.
وأكد الشيخ عباس أن فلسطين لم تعد شأناً محليًا، بل باتت اختبارًا أخلاقيًا وإنسانيًا عالميًا، يفضح الادعاءات ويميز بين من يقف مع المظلوم ومن يغضّ الطرف عن الجريمة، مشددًا على التزام الحملة والملتقى العلمائي بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية.
في كلمته، قال الدكتور محمد عبد اللطيف الحاج، مدير عام المستشفيات بغزة سابقًا، إن ما تشهده غزة إبادة جماعية على مرأى العالم، كاشفًا عن استشهاد أكثر من 60,350 وإصابة 147,000، وتدمير مئات المنشآت الحيوية، مضيفًا أن غزة تقاتل بأمعاء خاوية وكرامة مرفوعة، داعيًا لتحرك فوري يتجاوز الشعارات.
من جهته، شدّد الدكتور محمد النوري نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي في كلمته على أن القدس لم تعد عنوانًا سياسيًا فحسب، بل ميدانًا يُختبر فيه صدق الأمة ومعدنها، مؤكدًا أن الجائع في غزة يفضح المتخاذلين، وأنّ من لا يتحرّك اليوم ليس من الأمة في شيء.
من جانبه، أكّد إمام جمعة أهل السنة في مدينة أرومية الإيرانية الشيخ محمد كُلشي نجاد أن غزة لم تعد مجرد اسم، بل أصبحت رمزًا للمقاومة والثبات يتحدى ضمير الإنسانية، داعيًا علماء الإسلام إلى دور فاعل في كشف الحقيقة وتشكيل جبهة علمية دولية لمتابعة جرائم الحرب ودعم الشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا.
من جهتها، اعتبرت النائبة الأرجنتينية فانينا بياسي أن دعم فلسطين امتداد لنضال الشعوب الحرة ضد الاستعمار، مؤكدة أن الشعوب، لا الحكومات، هي من تتصدى للإبادة، ودعت إلى قطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني، مؤكدة أن “حل الدولتين وهم دحضته المجازر اليومية”.
الراهب البوذي كالوباهانا فين من سريلانكا عبّر عن تضامنه الكامل مع القضية الفلسطينية، معتبرًا أن العدوان الصهيوني يهدد استقرار المنطقة وينتهك القانون الدولي، وقال: “السلم لا يُبنى بالقنابل، بل بالعدل واحترام القانون”، داعيًا إلى محاسبة المعتدين وإقامة دولة فلسطينية حرّة.
بدوره، قال السيد صالح حننه رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني إن طوفان الأقصى أفشل مشروع الإبراهيمية وكشف هشاشة الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن الانتصارات الدولية لفلسطين ما كانت لتتحقق لولا تضحيات شعبها، ودعا لتجريم التطبيع ودعم المقاومة بكل الوسائل.
من جانبه قال رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية – سويسرا الشيخ مهاجري زيان إننا نلتقي اليوم في كربلاء في رحاب مؤتمر نداء الأقصى الدولي الرابع لنجُدّد العهد مع القضية، لا بالكلام، بل بالفعل.. لا بالندب، بل بالمبادرة.. لا بالشعارات، بل بالمشاريع.
وأضاف أن فلسطين التي يرُاد لها أن تخُنق تحت الحصار، وتنهار تحت الجوع، وتنُسى وسط هذا الصمت القاتل.. ما زالت واقفة، صامدة تشُبه كربلاء في صبرها، وتشُبه الجزائر في كبريائها.
من جهته، أكد القس مايكل ويدر من جنوب إفريقيا أن تحرير فلسطين قضية أخلاقية عالمية تتجاوز الأديان، مستشهدًا بجون بن حُوَيّ الذي قاتل إلى جانب الإمام الحسين، وقال: “في جنوب إفريقيا تعلمنا أن من لا يملك رؤية للعدالة يفقد إنسانيته.. ونحن اليوم، كلنا فلسطينيون”.
ختاماً قدّم الفنان وليد سعد الدين فقرة فنية عن النكبة في فلسطين وربطها بالإبادة الجماعية لقطاع غزة
وفي ختام المؤتمر، قدّم الفنان وليد سعد الدين فقرة فنية مؤثرة سلّط فيها الضوء على نكبة فلسطين وربطها بما يتعرض له قطاع غزة من إبادة جماعية وحصار ممنهج، حيث لامست وجدان الحاضرين وأحيت فيهم روح التضامن.
واختتم المشاركون المؤتمر بهتافاتٍ تعبّر عن دعمهم لفلسطين، ومطالبتهم برفع الظلم ووقف حرب الإبادة الجارية، في مشهدٍ يختزل روح التضامن والرفض الشعبي للعدوان.
اضف تعليقا