تُبحر سفينة “حنظلة” من السواحل الإيطالية باتجاه قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الصهيوني المفروض منذ أكثر من 17 عامًا، ضمن تحرك تضامني دولي واسع يعكس اتساع رقعة الدعم الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية.

وتُعد “حنظلة” ثاني سفن “أسطول الحرية” التي تنطلق خلال حرب الإبادة المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. وكان الكيان الغاصب قد اعترضت السفينة الأولى “مادلين” في عرض البحر، واقتادت طاقمها بالقوة إلى ميناء أسدود المحتل قبل أن ترحلهم قسرًا خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويواصل “أسطول الحرية” تحركاته لكسر الحصار الخانق الذي يفرضه الكيان الغاصب على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، في ظل عدوان مستمر أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 55 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 130 ألفًا، ضمن حرب إبادة ممنهجة تستهدف البشر والحجر.

وأكد القائمون على “أسطول الحرية” أن رحلة “حنظلة” تأتي في سياق الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه أهالي غزة الذين يتعرضون لجرائم بشعة ومؤلمة لا سيما بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار 2025 واستئنافه العدوان على غزة بصورة فظيعة.

ومنذ استئناف العدوان في شهر آذار حتى اليوم قتل الكيان الغاصب ما لا يقل عن 6500 فلسطينيًا وأصاب أكثر من 23 ألفًا بجروح متنوعة بحسب وزارة الصحة في غزة. ومن بين الشهداء أكثر من 700 فلسطيني قُتلوا برصاص الكيان الغاصب أثناء انتظارهم الطعام في نقاط توزيع يديرها ويشرف عليها الاحتلال بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشارك في الرحلة عدد من النشطاء البارزين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم المناضلة النرويجية فيغديس بيورفند (70 عامًا) التي تناضل من أجل فلسطين منذ عام 1978، بالإضافة إلى البرلمانية الأوروبية إيما فورو وآخرين من خلفيات وجنسيات متعددة. وقد وجه المشاركون نداءً إلى المجتمع الدولي لدعم تحركاتهم والتصدي لسياسات الاحتلال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

وحملت السفينة اسم “حنظلة” تيمنًا بالشخصية الرمزية التي أبدعها الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، لتجسد روح المقاومة والكرامة، وتمثل صوت أطفال غزة المحرومين من أبسط حقوقهم. وجابت “حنظلة” عددًا من الموانئ الأوروبية خلال عامي 2023 و2024، ضمن جهود تهدف إلى كسر التعتيم الإعلامي المفروض على معاناة غزة، وبناء شبكة تضامن عالمية متنامية تُطالب بإنهاء الحصار ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الإنسانية.