في بلدة مفيزو، مسقط رأس الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا، وبدعوة من عائلته وبمشاركة وفود من مختلف الدول الإفريقية، شاركت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين في مؤتمر دولي استمر ثلاثة أيام (23–25 أيار/مايو 2025)، احتفالًا بيوم إفريقيا، بتنظيم مباشر من مانديلا مانديلا، حفيد الزعيم التاريخي.

جاءت مشاركة الحملة في هذا الحدث البارز تعبيرًا عن الترابط العميق بين نضال الشعب الفلسطيني ونضالات الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار والعنصرية، ولتؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في وجدان الشعوب الحرة حول العالم، خاصة في القارة التي صنعت ملاحم التحرر والمقاومة.

فلسطين في قلب المؤتمر

خلال الجلسة الافتتاحية، كان لفلسطين حضور لافت في كلمات المتحدثين من الوفود المختلفة، وقد كانت مداخلة الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين متمثلة بأمين سرها الدكتور عبد الملك سكريّة واحدة من المداخلات التي أثرت السياق العام للمؤتمر، إذ أكدت الحملة أن وجودها في مهد نيلسون مانديلا هو رسالة وفاء وتقدير لنضال الشعب الجنوب إفريقي، ولرمز عالمي ألهم مقاومة الظلم في كل مكان.

أشادت الحملة في كلمتها بالموقف الجريء لحكومة جنوب إفريقيا في رفع دعوى قضائية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل محطة مفصلية في معركة العدالة الدولية، ومؤكدة دعمها الكامل لها، وتطلعها لاستمرار المتابعة حتى تتحقق العدالة للشعب الفلسطيني، ويُحاسب مجرمو الحرب.

لقاءات وحوارات نضالية

في اليوم الثاني من المؤتمر، شاركت الحملة في جلسة حوارية ناقشت الروابط التاريخية بين النضال الإفريقي والقضية الفلسطينية، حيث شددت على أهمية استثمار الذاكرة الكفاحية المشتركة في بناء تحالفات قوية تُسهم في تعزيز حضور القضية الفلسطينية في الوعي الإفريقي والدوائر الدولية.

أما اليوم الثالث، فقد تميز بطابعه الشعبي والتراثي، حيث شاركت الحملة في الفعاليات الثقافية التي جمعت الوفود المشاركة في أجواء تضامن وإنسانية فريدة، واغتنمت الفرصة لتعزيز العلاقات مع منظمات ومؤسسات إفريقية، في إطار بناء جسور التعاون والتنسيق المشترك لخدمة قضايا الشعوب المظلومة.

تعزيز التعاون القانوني

عقب انتهاء أعمال المؤتمر، تابعت الحملة نشاطها بزيارة إلى مدينة جوهانسبرغ، حيث التقت بأحد أصدقائها المقربين، المحامي زياد باتل، وناقشت معه استراتيجية الحملة القانونية في جنوب إفريقيا، لا سيما في ما يتعلق بمتابعة ملف جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام الجهات القضائية الدولية.

وجرى اللقاء في مطعم محلي يرفع أعلام فلسطين بشكل دائم، حيث كرّمت الحملة صاحب المطعم بإهدائه شال فلسطين، تقديرًا لموقفه الشجاع ومساهمته الرمزية في إبقاء فلسطين حاضرة في المشهد الشعبي الجنوب إفريقي.

استمرار التواصل والتضامن

من خلال هذه المشاركة النوعية، تؤكد الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين أنها ماضية في توسيع شبكة دعمها الدولي، وبناء جسور التضامن مع أحرار العالم، وتعيد ربط النضال الفلسطيني بالمحطات التاريخية لنضال الشعوب، لا سيما في إفريقيا التي كانت، وما تزال، صوتًا قويًا للعدالة والحرية في وجه الظلم والاحتلال.