نظّمت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، يوم الأحد 23/2/2025، ورشة عمل تحت عنوان “ما بعد طوفان الأقصى: نحو حراك تضامني عالمي أكثر تأثيرًا وعدالة”، بمشاركة أعضاء وأصدقاء الحملة من دول متعددة، بهدف مناقشة استراتيجيات جديدة لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز الحراك التضامني الدولي معها.

افتُتحت الورشة بكلمة ترحيبية من الحملة، أكدت على أهمية اللقاء في هذه المرحلة المفصلية، حيث فرضت الأحداث الأخيرة، وخاصة “طوفان الأقصى”، تحولات عميقة في المشهد السياسي والإعلامي والدولي، ما يستوجب إعادة تقييم الحراك التضامني القائم وتطويره ليكون أكثر تأثيرًا وعدالة.

وأوضحت الحملة أن الهدف الأساسي من الورشة هو الاستفادة من الزخم التضامني العالمي بعد طوفان الأقصى واستثماره بطريقة فعالة تضمن استمراريته واتساعه ليشمل مجالات جديدة.

محاور النقاش

وخلال الورشة، ناقش المشاركون مجموعة من المحاور الأساسية، كان أبرزها أهمية الانتقال من ردود الفعل العفوية إلى تحركات استراتيجية مستدامة، تستند إلى خطط واضحة وتستهدف مختلف الجوانب الإعلامية، والقانونية، والاقتصادية، والشعبية.

كما جرى التركيز على ضرورة تعزيز العمل الجماعي والتنسيق بين مختلف القوى والكيانات التضامنية حول العالم، لضمان وحدة الجهود وزيادة فعاليتها.

في هذا السياق، أشار المشاركون إلى أن “اللحظة الراهنة تتطلب منا بناء رؤية موحدة للحراك التضامني مع فلسطين، بعيدًا عن التجزئة والارتجال، لأن الكيان الغاصب يستفيد من غياب التنسيق بين المبادرات المختلفة”.

وأضاف المشاركون: إنَّ “تعزيز الشراكات مع منظمات المجتمع المدني الدولية يمكن أن يساهم في إيصال الصوت الفلسطيني إلى منصات جديدة، وخلق ضغط حقيقي على صناع القرار حول العالم”.

كما كان للإعلام حضور بارز في النقاش، حيث شدد المشاركون على أهمية تطوير خطاب إعلامي أكثر تأثيرًا، يخاطب مختلف الشرائح المجتمعية حول العالم، مع ضرورة استخدام وسائل الإعلام البديلة ومنصات التواصل الاجتماعي بطرق إبداعية للوصول إلى فئات لم تتفاعل بعد مع القضية الفلسطينية.

وتم اقتراح إطلاق حملات إعلامية دولية موجهة، تتضمن إنتاج محتوى احترافي بعدة لغات، وعقد ندوات افتراضية تجمع بين نشطاء حقوق الإنسان وصحفيين ومتخصصين في الشؤون الدولية.

تعزيز الحضور الفلسطيني في مناطق جديدة

من المحاور المهمة التي تمت مناقشتها أيضًا، ضرورة توسيع رقعة التضامن مع فلسطين لتشمل مناطق جغرافية جديدة، لا سيما القارة الإفريقية، التي كانت تاريخيًا داعمة لنضال الشعوب ضد الاستعمار والتمييز العنصري.

واتفق المشاركون على أن الكيان الغاصب يعمل منذ سنوات على اختراق المجتمعات الإفريقية، مما يستوجب تحركًا مضادًا يعيد بناء جسور التضامن مع الشعوب الإفريقية من خلال مبادرات ثقافية وإعلامية وتعليمية.

خطوات عملية وتوصيات مستقبلية

وفي ختام الورشة، شدد المشاركون على ضرورة ترجمة الأفكار المطروحة إلى خطط تنفيذية محددة، تتضمن جدولًا زمنيًا واضحًا وأدوات قياس لمدى نجاح وتأثير هذه المبادرات.

واتفق الحاضرون على ضرورة استمرار اللقاءات التشاورية، وتشكيل فرق عمل متخصصة لمتابعة تنفيذ التوصيات المقترحة، مع السعي لتوسيع قاعدة الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين عبر إشراك مؤسسات وشخصيات جديدة من مختلف دول العالم.

وأكدت الحملة في ختام الورشة على التزامها بمواصلة العمل الحثيث لتطوير الحراك التضامني مع فلسطين، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مبادرات نوعية تهدف إلى تعزيز الحضور الفلسطيني على الساحة الدولية، ومواجهة محاولات الكيان الغاصب لتشويه الحقائق والالتفاف على القضيّة الفلسطينية العادلة.