“عصابات متطرفة” هي الرحم الذي تشكلت فيه قوات الاحتلال “الإسرائيلي” منذ غُرس هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية عام 1948، تلك العصابات وأبرزها “الهاغاناه” و“اراغون” و“شتيرن” تفضح “العقيدة الصهيونية” لهذا الكيان القائم على القتل والتهجير واستباحة الأرض العربية منذ النشأة.
جزء أساسي من إستراتيجية وعقيدة كيان الاحتلال قامت عبر السنين على القتل والتنكيل والتطرف والعنصرية، بهدف إشعار “الخصوم” بالمنطقة بضعفهم أمامها وبأن جيش إجرامها لا يقهر.
الضفة الغربية، خمسة آلاف وثمانمائة وستون كيلو متراً مربعاً ليست مجرد أرض، أخذت اسمها من موقعها على ضفة نهر مقدس، إنها في الإدعاءات الصهيونية يهودا والسامرة ذاك الرداء التوراتي الذي يرتديه الاحتلال منذ قام وهجر وقتل الفلسطينيين في أرضهم.
تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانها الواسع على مخيم جنين لليوم الثاني عشر، ومخيم طولكرم لليوم السادس، في ظل عمليات تدمير للبنية التحتية وحرق واستباحة المنازل وتهجير أهاليها.
ففي مخيم جنين الذي يمثل عقدة مستحكمة أمام آلة الحرب الصهيونية، والتي لم تتمكن من إخضاعها رغم الحملات والمداهمات المتصلة بكل أنواع الأسلحة والجرافات والطائرات، هدم الاحتلال “الإسرائيلي” عشرات المنازل في المخيم شمالي الضفة الغربية، وسط توسيع عملياته العسكرية لتشمل مناطق أخرى في الضفة.
وحتى اللحظة، أسفر العدوان على جنين عن استشهاد 19 فلسطينيا -بينهم طفلة- وإصابة 50 آخرين على الأقل واعتقال العشرات، كما هدم الاحتلال نحو 100 منزل وأحرق منازل أخرى.
وفي مدينة طولكرم، جابت دوريات لقوات الاحتلال شوارع المدينة خاصة الأحياء الغربية والجنوبية والشرقية، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها، كما قامت بنصب الكمائن بين المنازل وفي الأزقة، ولاحقت المواطنين والمركبات وأجبرتهم على العودة لمنازلهم، فيما داهمت محلات تجارية في الحي الشرقي بعد تحطيم أقفالها.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية وإخضاعها للتفتيش واستجواب المسعفين واحتجازهم.
وفي مخيم طولكرم، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على المخيم، وتنتشر في كافة أحيائه، ويعتلي قناصتها المباني المرتفعة داخله وفي محيطه.
وتضمنت هذه العمليات تدمير محتويات المنازل وتفجير عدد منها وهدمها واحراقها، كوسيلة لترهيب المواطنين والضغط عليهم، بحجة البحث عن مطلوبين.
يأتي هذا التصعيد المتواصل وسط أوضاع إنسانية صعبة للغاية تفاقمت نتيجة تدمير المرافق الأساسية والبنية التحتية في في بعض المدن والمخيمات من قبل جرافات الاحتلال، وما رافقه من انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات والانترنت، ونقص في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
اضف تعليقا