بعد 470 يوماً من الحرب الوحشية على غزة، والمجازر التي ارتكبها الكيان الغاصب بحق الأرض وأهلها، تحولت غزة إلى مسرحٍ من الدماء، حيث امتزجت الجراح مع صرخات الأطفال وعويل الأمهات.
كانت هذه الأيام شاهدة على آلامٍ لا توصف، لكنها كانت أيضاً شاهداً على مقاومة شعب لا يعرف الاستسلام.

مرت الأيام حاملة العديد من الأحداث المتلاحقة، وأصبحت لكل زاوية في غزة قصة: من استشهاد الصحفيين الذين حملوا كاميراتهم كأدوات مقاومة، إلى الأطفال الذين فقدوا براءتهم قبل أن يدركوا معنى الحرب، إلى النساء اللواتي سفكت دمائهن دون رحمة.

لكن الاستجابة لم تكن غائبة. فالعالم، الذي اكتفى سابقاً بالمراقبة، بدأ يستفيق شيئاً فشيئاً. منذ الأيام الأولى للحرب.
لم تتوقف المظاهرات حول العالم، خرج الأحرار في كل مكان، من نيويورك إلى لندن، ومن باريس إلى تشيلي، رافعين شعارات التضامن مع فلسطين، مؤكدين أن هذه الأرض هي قضية إنسانية لا يختلف فيها الشرفاء.
كما كان لأعضاء الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين دور كبير في تنظيم العديد من المظاهرات الحاشدة في مختلف البلدان، داعين إلى وقف العدوان وحماية حقوق الفلسطينيين.

اليوم وبعد هذه الحرب، أصبح العالم أكثر وعياً بحقيقة ما يجري، فالعيون التي كانت غافلة عن الحقائق أصبحت ترى بوضوح، وأصبح من المستحيل تجاهل جرائم الكيان، ومن الإجرام إخفاء الوحشية التي يقودها “نتنياهو”، الذي فضحته دموية الحرب ووحشيتها، فأصبح مجرم حرب لا يهمه سوى الأشلاء والخراب، ولم يعد في جعبته سوى الأكاذيب والمبررات الزائفة.

ورغم محاولات المعتدين كسر إرادة غزة وأهلها، تبقى معركة الحرية مستمرة في وجدان الشعوب. لأن وقف إطلاق النار لا يعني ذلك نهاية المعركة، بل بداية لحساب طويل مع الكيان ورسم معالم العدالة التي تأخرت لكنها حتمًا ستأتي؛ وعَبْرَ كل يوم مضى وكل قطرة دم سالت أثبت الفلسطينيون أن الأرض الطاهرة ستظل عصية على الكيان.