على التراب الذي أكلته الجرافات، وعلى الأشجار التي اقتلعتها آلة الحرب، ينهض أهل غزة بزيتونهم وحقولهم ومحاصيلهم، ليزرعوا أملاً يتحدى حرب التجويع.
في خطوة تستجيب لنداء مزارعي القطاع، أطلقت العربية لحماية الطبيعة، بالشراكة مع 162 مزارعاً، مشروع “إحياء مزارع غزة”، الذي بدأ بزراعة وتأهيل نحو 400 دونم من الأراضي الزراعية.
يتصدى هذا المشروع لمحاولات تجويع القطاع، مقدماً للمزارعين دعماً حيوياً من المحاصيل ذات القيمة الغذائية العالية والإنتاج السريع، حيث يشمل مناطق الشمال والوسط والجنوب.
وبالتعاون مع بلدية غزة، تم زراعة 6.5 دونم في أرض مشتل البلدية الذي دمرته قوات الاحتلال في بداية العدوان، حيث أعدمت آلاف الأشجار والأشتال.
وفي مناطق الوسطى ودير البلح وخان يونس ورفح، تمت زراعة نصف مليون شتلة خضار على 200 دونم، بينما أعيدت زراعة 170 دونماً في بيت لاهيا شمال القطاع بآلاف البذور.
كما تضمنت المرحلة الأولى تأهيل المزارع المتضررة بترميم شبكات الري والبيوت البلاستيكية، وزراعة الأشجار المثمرة، وترميم البرك الزراعية ومزارع الدجاج ومناحل العسل.
وأكدت رئيسة العربية لحماية الطبيعة المهندسة رزان زعيتر، “إن مشروع “إحياء مزارع غزة” ليس الأول الذي تنفذه المنظمة في القطاع، حيث دأبت منذ تأسيسها قبل عقدين على تنفيذ مشاريع وحملات عديدة، أبرزها في العام 2008 و2009 و2014 و2021 زرعت خلالها 450.000 شجرة، وعملت على تأهيل بيوت بلاستيكية وبرك زراعية وشبكات ري ودواجن وأغنام ومناحل ومعدات صيد وغيرها”.
في هذا السياق لم يكن المشروع مجرد مشروع عادي، بل كان تجسيداً للصمود في وجه محاولات التجويع، ودعوة للتمسك بالأرض، وتأكيداً أن الأمل يمكن أن يزدهر حتى في أقسى الظروف، حيث يتحول العمل الجماعي والتعاون إلى أداة للمقاومة والازدهار.
اضف تعليقا