منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، فتح لبنان جبهة للإسناد والمقاومة، معبراً عن التزامه الثابت بالقضية الفلسطينية، ولم يتوانَ في تقديم الدعم الكامل لفلسطين، متصدياً للمشروع الصهيوني الذي يواصل سعيه لتوسيع نطاق احتلاله.
فالمعركة لم تكن تخص لبنان وحده، ولم تكن مجرد دفاع عن الأرض اللبنانية فحسب، بل هي جزء من صراع أوسع يتعلق بكرامة الأمة وشرفها، ودرعاً لفلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني.. ففلسطين، التي ما زالت تعاني من حرب الإبادة الجماعية المستمرة، كانت ولا تزال في قلوب لبنان ولبنانيين، رمزاً للحرية التي ناضل من أجلها واستشهد اللبنانيون، وهُجروا من منازلهم، وسبباً رئيسياً لكل جهد وتضحية.
أين هو النصر…
أما عن الأسئلة التي يطرحها البعض حول “أين هو النصر؟”، فإن النصر ليس في معركة واحدة أو هزيمة سريعة للعدو. فقد هَزم لبنان العدو في عام 2000 وكبّدهفيه الخسائر، وواصل نضاله في 2006، لكن تضحياته لم تنتهِ بعد، فالنصر يكمن في التحطيم التدريجي لمشاريع الهيمنة الصهيونية.
لقد كبدت المقاومة اللبنانية الاحتلال خسائر كبيرة في هذه الحرب، وصلت إلى نحو (273 مليون دولار) في الأضرار التي لحقت بالممتلكات لدى الاحتلال، كما تم تدمير الآلاف من المنازل والمزارع والشركات، وتم إجلاء نحو 60 ألف شخص من الشمال، وهرب العديد إلى الخارج. واستمرت المقاومة اللبنانية في توجيه ضربات مؤلمة للعدو رغم الدمار وآلاف الشهداء.
وقف إطلاق النار..
في اليوم الأول الذي شهد فيه لبنان وقف إطلاق النار، كان واضحاً أن هذا الوقف لم يأتِ نتيجة لطلب من المقاومة اللبنانية، بل كان ضغطاً من الاحتلال نفسه، الذي أراد تقليص خسائره بعد تدهور وضعه.
المقاومة اللبنانية لم تتراجع، بل كانت ثابتة وصامدة في موقفها، وهذا الوقف، ليس منّة من العدو، بل نتيجة مباشرة للصمود الذي مارسته المقاومة والتضحيات التي قدمها الشعب اللبناني بأسره.
بدلاً من أن يُفهم وقف إطلاق النار كخيار من جانب الاحتلال، يجب أن يُنظر إليه كنتيجة طبيعية لإصرار المقاومة اللبنانية على استكمال المعركة. هذا الوقف هو شهادة على قوة الحق الذي يقف خلف لبنان وفلسطين، وعلى أن العدو لا يمكنه الانتصار أمام إرادة الشعوب.
اضف تعليقا