في ظل الإبادة الجماعية المستمرة والحصار الخانق على قطاع غزة، تبرز ملامح مأساة إنسانية تتجاوز التصور، حيث بات الجميع في القطاع، بمن فيهم الكوادر الطبية، ضحايا لآلة القمع الصهيونية. إذ لم تعد المستشفيات مجرد أماكن لتقديم الرعاية الطبية، بل أصبحت بنكاً لأهداف الكيان الغاصب الذي يحاول قطع أي أمل في تقديم العلاج للمصابين.
هذا الواقع المرير يتجلى بشكل صارخ في تصريحات مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبوصفية، الذي أكد: “إن المستشفى لا يزال يعاني من الحصار “، مؤكداً أن ما يتم تداوله عن سماح الاحتلال بإدخال المساعدات الطبية “غير دقيق”.

وقال أبوصفية في تصريحاتٍ صحفية: “إن قوات الاحتلال منعت منظمة الصحة العالمية من إدخال الطعام والدواء والوفود الطبية التخصصية، وأن سيارات الإسعاف التابعة للمنظمة تعرضت لتفتيش دقيق، وتمت مصادرة الطعام منها في الشوارع، قبل أن تُجبر الوفد الطبي المرافق على العودة”.

ووضح أبو صفية “أن الاحتلال سمح بإدخال 7 كراتين فقط من المستلزمات الطبية من أصل 70 كرتونة مطلوبة، مما يزيد من النقص الحاد في الإمدادات اللازمة لعلاج المصابين، والمستشفى يفقد يومياً عدداً من الجرحى الذين يتحولون إلى شهداء نتيجة غياب التخصصات الجراحية الضرورية”.
في سياق ذي علاقة، أطلق فريق من العلماء والأطباء العالميين نداء عاجلاً، داعين إلى كسر الصمت العالمي حيال هذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الغاصب، وتترأس الفريق عالمة الجينات الإيطالية باولا ماندوكا.
وقد شدد العلماء على “أن المنظمات الطبية في جميع أنحاء العالم يجب أن تدين حالة الحرمان من العلاج في غزة، محذرين من أن الصمت إزاء هذا الوضع سيجعل هذه المؤسسات متواطئة في الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية هناك”.
وأشار النداء العاجل “إلى وجود أطفال ومرضى غسيل كلى في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، في وقت تستقبل فيه المستشفيات مئات الجرحى والقتلى، وأن الاحتلال رفض 7 طلبات من منظمة الصحة العالمية لإخلاء المستشفيات”.
وأفاد “بقتل نحو ألف عامل في مجال الرعاية الصحية، واختطاف 300 آخرين، بينهم 4 توفوا أثناء الاعتقال. كما تم تسجيل حالات إعدام لممرضة في المستشفيات، وقتل أطفال برصاص قناصة الاحتلال”.
بعد قراءة هذه المقال ياعزيزي القارئ، هل فكرت مثلي إلى متى ستبقى غزة شاهدة على انتهاك أبسط حقوق الإنسان، في ظل صمت دولي مُخزٍ، وصرخات الاستغاثة من أبناء شعبنا الفلسطيني تتعالى أكثر فأكثر، وهل سنرى من يسمع صرخات هؤلاء الأبرياء المعذبين، أم إن التاريخ سيكتب عنهم كما كتب عن مآسٍ إنسانية أخرى دون أن يتغير أي شيء ؟!