على مر سنوات الاحتلال أصبح المستوطنون أكثر وحشية في فنون الاغتصاب والتخريب، فلا يرحمون بيتاً، ولا يتركون للإنسان حقه في أرضه، وتتصاعد أعمال شغبهم في ظل حماية جيش الاحتلال، فتغرق الأرض في المزيد من الدماء والدموع، وتغتال أمل الناس في غدٍ أفضل.

وبالرغم من أن هذه الأرض ليست أرضهم، وأن هذه السماء ليست سماءهم، وأن كل ذرة من هوائها لا تنتمي إليهم، يواصل المستوطنون الصهاينة اغتصاب كل شيء على هذه الأرض المسلوبة. فالمستوطنون، منذ أن وطأت أقدامهم هذه الأراضي، لم يتوقفوا عن تمددهم، ولا عن سرقة أرواح سكانها الأصليين وأرضهم وأحلامهم، وها هي البلدة تئن تحت وطأة ظلمهم.

من تجليات هذه الصورة المأساوية، ما رأيناه في الأيام الأخيرة في سلسلة من الهجمات الوحشية التي شنها المستوطنون على مناطق متعددة في الضفة الغربية، لا سيما في بلدات نابلس. فقد أفادت مصادر محلية، بأن عدداًمن المستوطنين هاجموا منازل على أطراف حي الضباط في بلدة بيت فوريك شرق نابلس.

وأضافت المصادر أن مواطناً أصيب برضوض، نتيجة تعرضه للضرب المبرح من قبل المستوطنين.

وفي قرية دوما، جنوب نابلس، لم يكن الحال أفضل، حيث أجبر مستوطنون عائلة على إخلاء منزلها وأرضها تحت تهديد السلاح، مما يعكس سياسة التهجير القسري التي يتبعها الاحتلال ومستوطنوه بشكل مستمر.

وأكدت المصادر المحلية أن العديد من الأهالي في المنطقة تم تهديدهم أيضاً، حيث استولت قوات الاحتلال على مئات الدونمات من الأراضي في خربة عين الرشراش.

يذكر أن بلدات نابلس وقراها، كغيرها من مدن الضفة الغربية تتعرض لهجمات متكررة من قبل المستوطنين، ولاسيما منذ بدء موسم الزيتون هذا العام، حيث يتعرض قاطفو الزيتون والمزارعون الفلسطينيون لهجمات متكررة وتخريب لأراضيهم وسرقة محصولهم بحماية جيش الاحتلال.

هذا الواقع في الضفة الغربية يعكس صورة مؤلمة عن معركة مستمرة بين أصحاب الأرضوأولئك الذين يظنون أنهم قادرون على اغتصاب الحياة بكل تفاصيلها. ومع كل يوم يمر، تنكشف جوانب أكثر من الوحشية والإصرار على تدمير كل ما هو فلسطيني، سواء أكان أرضاً أو إنساناً أو حتى ذاكرة.