قد لا يكون أحدهم قاتلاً، لكنه يمكن أن يصبح مثل القاتلأو اشد منه وحشية، عندما يمد يده ليصافحه، ويستقبله،ويمكن أن يكون ذلك ايضاً عبر الصمت أو المساهمةبطريقة غير مباشرة في الجريمة
منذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب جيش الكيانالغاصب إبادة جماعية بحق الآلاف من المدنيين في قطاعغزة؛ وفي الشهر الماضي، انتقلت هذه الجرائم لتطاللبنان أيضاً، ليصبح الأمر أكثر من مجرد إبادة محدودة؛إنه تحدٍ صارخ لضمير العالم، الذي ظل في كثير منالأحيان صامتاً أو متواطئاً.
في هذا المناخ المضطرب، تنكشف لنا صور أخرى منصور التواطؤ، الذي قد يبدو أقل وضوحاً لكنه ينطويعلى ضرر فادح. ففي فرنسا، على سبيل المثال، يكشفما يحدث في الساحة الرياضية عن البعد السياسيوالدعم المطلق للإبادة التي تحدث في الشرق الأوسط،لاسيما في فلسطين ولبنان، حيث كشفت وسائل إعلامفرنسية عن أن رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، والرئيسالسابق نيكولا ساركوزي، سينضمان إلى الرئيسإيمانويل ماكرون لحضور مباراة كرة القدم بين منتخبيفرنسا “وإسرائيل“.
وذكرت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية أن بارنييهوساركوزي سيرافقان ماكرون مساء اليوم الخميس 14 / 11 / 2024، خلال مباراة دوري الأمم الأوروبية، التيستقام في ملعب “ستاد دي فرانس” في سان دوني،إحدى ضواحي باريس الشمالية.
وكانت السلطات الفرنسية قد عززت في وقت سابقإجراءات الأمن في باريس قبل مباراة كرة القدم بينفرنسا والكيان الصهيوني، خشية تكرار الاحتجاجاتالشديدة ضد الصهاينة التي وقعت في أمستردام بهولنداالأسبوع الماضي.
إلى جانب ذلك اندلعت مساء أمس الأربعاء تظاهرات فيباريس، ومن المقرر أن تجري مظاهرات أخرى اليوم،احتجاجاً على تنظيم شخصيات يمينية متطرفة بالتعاونمع جمعية “إسرائيل إلى الأبد” حفلاً لجمع التبرعاتلجيش الكيان الغاصب و “تعبئة القوى الصهيونية الناطقةبالفرنسية“، حيث كان من المخطط له أن يشارك فيه وزيرالمالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، إلا أنه أكد يومأمس أنه لن يسافر إلى باريس للمشاركة في أعقابالانتقادات المتزايدة.
هذه الملاعب، التي كان من المفترض أن تكون موطناًللمناسبات الرياضية، تحولت إلى منصة لشرعنة أعمالالإبادة التي يقوم بها الكيان الغاصب، في وقت تتواصلفيه المجازر في غزة ولبنان، مما يجعل من هذا الحدثمجرد حلقة في سلسلة من الصراعات التي تمتد إلى ماهو أبعد من حدود الملاعب. فالأحداث في باريس لاتقتصر على الرياضة فحسب، بل تجسد صراعاً أعمقوأوسع بين حركة التضامن العالمية مع الشعبالفلسطيني، الذي يئن تحت وطأة الاحتلال، وبين مواقفالحكومات التي تقدم دعماً صريحاً للظلم وتساهم فيتعزيز إجرام الاحتلال.
اضف تعليقا