في كل زاوية من أرض فلسطين ولبنان، تنزف دماء الأبرياء تحت وطأةآلة الحرب “الإسرائيلية“، وتستمر مأساة شعب يكابد آلامه في مواجهةالاحتلال، في وقتٍ يذهب فيه بعضهم إلى تزيين صورة الجلاد وتبريرجرائمه.
اليوم، يطلّ علينا التطبيع من بوابةٍ مشؤومة، في خطوةٍ تحمل فيطياتها خيانة لدماء الشهداء، وتجاهلًا لمجازر وانتهاكات مستمرة تطالالأطفال والنساء، وكل من يتنفس الهواء على أرض فلسطين ولبنان.
لم يعد الحديث عن التطبيع مجرد شأن سياسي أو دبلوماسي، بلأصبح محكاً أخلاقياً يعري من تسوّلوا للوصول إلى معاقل العدو،بينما يتابع الصحفيون الفلسطينيون واللبنانيون تقديم حياتهم ثمنًاللكلمة الحرة، وتُسفك دماؤهم، في مقابل بعض مدّعي الصحافة الذينيهرولون للسقوط في حضن العدو، بدلًا من أن يكونوا صوتاً للحقيقةوالعدالة.
وفي هذا السياق وصل وفد صحافي مغربي إلى فلسطين المحتلةعلى متن طائرة تابعة لشركة الطيران “الإسرائيلية“ الإثنين4/11/2024، في زيارة رسمية تستمر لعدة أيام، بتنظيم من مكتبالاتصال “الإسرائيلي“ في المغرب، حيث أقام جلعاد شدمون، المديرالعام لوزارة التعاون الإقليمي “الإسرائيلية“، حفل عشاء خاص علىشرف الوفد.
وقد أثارت هذه الزيارة عاصفة من الغضب والرفض في المغرب وعبرالعالم العربي، بعد تسريب خبر زيارة الوفد الصحافي، واستنكرائتلاف “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع” الزيارة التيقام بها الوفد الصحفي، معتبراً أن هذه الخطوة تُجسد انحرافاًخطيراً عن القيم الإنسانية، وتكشف عن تخلي أصحابها عن المبادئالسامية التي يجب أن تميز مهنة الصحافة، وتدافع عن العدالةوالحقوق.
وقال الائتلاف في بيان أصدره يوم الثلاثاء 5/11/2024: “إن هؤلاءالصحفيين لا يمكنهم أن يدعوا تمثيل الشعب المغربي أو الصحافيينالمغاربة، أو أن يكونوا من ورثة نضال الرموز الوطنية التي قاومتالاستعمار، وموقفهم هذا ليس سوى خذلان لشهداء المغرب الذينناضلوا في سيناء والجولان“.
أما منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، فقد أدان أيضاً هذه الزيارة،معتبرًا أنها خيانة لدماء الشهداء الصحفيين الذين ارتقوا باستهدافاتالاحتلال خلال أكثر من عام من الإبادة في قطاع غزة.
وقال المنتدى في بيان: “ننظر بمزيد من الغضب لزيارة وفد صحفيمغربي هذه الأيام إلى كيان الاحتلال “الإسرائيلي” الذي يواصل جرائمالإبادة بحق المدنيين والصحفيين الفلسطينيين منذ أكثر من عام“.
واعتبر منتدى الإعلاميين: “إن هذه الزيارة الصحفية تعد ضرباًبعرض الحائط للمواقف المعلنة للاتحاد العام للصحفيين العربوالنقابات الإعلامية العربية الرافضة للتطبيع“.
وفي هذا السياق، يذكر أن الحملة العالمية إلى فلسطين قد أطلقت دعوة لمواجهة التحيز الإعلامي والوقوف في وجه الظلم، من خلال القيامبتحرك من قبل الناشطين الدوليين لتصحيح الرواية الإعلامية، ومواجهةالصورة المشوهة عن القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام الغربيةوالعربية.
وشددت الحملة في دعوتها على أهمية رفع الوعي الإعلامي فيالعالم، والضغط على وسائل الإعلام لتقديم رواية محايدة وموضوعية،تبرز فيها حقيقة ووحشية العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزةولبنان.
إن هذا التطبيع مع الاحتلال، ليس مجرد خطوة دبلوماسية أو موقفسياسي، بل هو محاولة لتغطية وحشية العدوان وتبرير جرائمه، في وقتتتناثر فيه أرواح الشهداء وتُسفك دماء الصحفيين على أرض فلسطينولبنان.
ويبقى السؤال هنا: ماذا يجني من يضع يده في يد الجلاد ؟! وكيفيمكن لبعضهم أن يطأ فوق أشلاء الأطفال، ويتجاوز حدود إنسانيتهم،ليطبّع مع قاتلهم ؟
اضف تعليقا