بفضل حركة التضامن العالمي المتميزة التي أطلقها طوفان الأقصى، لم تعد الملاعب مجرد أماكن يتنافس فيها الرياضيون، بل أصبحت ساحات تعبر فيها الجماهير عن مواقفها الإنسانية، وملاذًا لتسليط الضوء على قضايا عادلة تتجاوز حدود الرياضة؛ ففي الوقت الذي يرتكب فيه الكيان الغاصب أفظع الجرائم بحق شعبنا في قطاع غزة ولبنان، تنطلق أصوات المتضامنين من ملعب حديقة الأمراء في باريس إلى مختلف أنحاء العالم.

لفتت جماهير نادي باريس سان جيرمان الأنظار في مباراة فريقها ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء ٦/١١/٢٠٢٤، حيث تميزت مدرجات ملعب حديقة الأمراء بتيفو ضخم يعبر عن تضامنها مع الشعبين الفلسطيني واللبناني. وقد حمل التيفو رسالة قوية وواضحة، تضمنت عبارة “الحرية لفلسطين”، مصحوبة بصورة لخريطة فلسطين مرسومة بالكوفية الشهيرة، في مشهد فني جذب انتباه الحضور والمشاهدين.

كما تضمّن التيفو تفاصيل فنية لافتة، أبرزها رسم مسجد قبة الصخرة وشخصية فلسطينية ترتدي الكوفية رافعة قبضتها إلى السماء، إضافة إلى طفل يحمل العلم اللبناني، مع خلفية كبيرة للعلم الفلسطيني الموشح بالدماء.

وقد أثار هذا التضامن غضب وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، الذي قال: “إن رفع اللافتة غير مقبول”، وأكد أنه سيطلب توضيحات من باريس سان جيرمان، ولم يستبعد “فرض عقوبات على النادي.

ورغم حجم المعاناة والدمار والمجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب، فإن كلتضامن جديد يبعث الأمل في زاويا الحياة، ويؤكد أن الملاعب قد تكون أيضاً ميداناً للدعوة إلى الكرامة والحرية، وتوجيه رسالة للعالم بأن التضامن مع قضايا الشعوب المحقة، وتحديداً الشعب الفلسطيني واللبناني لا يعترف بالحدود ولا يقف عند صمت الأنظمة.