في خضم الجرائم الدموية المستمرة التي يرتكبها الكيان الغاصبفي غزة، تزداد معاناة الكوادر الطبية في قطاع غزة ولبنان، حيث أصبحت تلك الأيادي الرحيمة هدفاً مباشر لاعتداءات الجيش الصهيوني.

وبينما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 1000 مواطن فيشمالي القطاع المحاصر منذ 23 يوماً، فإنها أشارت إلى أنهاتجهل مصير 30 عاملاً من الكوادر الطبية التي اعتقلها الاحتلال منمستشفى كمال عدوان.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت أمس الأحد اعتقال جيش الاحتلالجميع الكادر الطبي من الرجال في مستشفى كمال عدوان،بالإضافة لعدد من الجرحى والمرضى، مناشدة جميع المؤسساتالدولية والأممية بالتدخل العاجل؛ لحماية المرضى والطاقم الصحي.

كما أكدت منظمة الصحة العالمية في تصريحات لها أنَّ “الاحتلالهاجم مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى لا يزال يعمل فيشمال قطاع غزة، واعتقل 44 من الموظفين الرجال، ولم يبق سوىموظفة واحدة ومدير المستشفى وطبيب للاهتمام بنحو 200 مريضيحتاجون إلى العلاج بشكل مُلحّ“.

وقالت المنظمة: “إن النظام الصحي بكامله في غزة يتعرض لهجماتمنذ أكثر من عام، وشددت على وجوب حماية المستشفيات منالنزاعات في كل الأوقات، وأن أي هجوم على المنشآت الاستشفائيةيشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي”.

أما في لبنان الذي يشهد بدوره فصلاً آخر من الفاجعة ذاتها، فقدارتفعت حصيلة شهداء القطاع الصحي في لبنان، منذ بدء عدوانالكيان الغاصب على البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى168شهيداً و275 جريحًا، وتم الاعتداء على 55 مستشفى، منها 36استُهدف بشكل مباشر، مما أدى إلى إقفال 8 منها بشكل قسري.

وتبقى الحقيقة الواضحة أن الكوادر الصحية في غزة ولبنانيواجهون تحديات لا يمكن تصورها، وأنهم يرسمون بدمائهم قصةعطاء لا تنتهي، وأن استهدافهم ليس مجرد انتهاك لحقوقهم، بل هواعتداء على الإنسانية، وانتهاك لجميع المنظمات والمؤسسات الدوليةوالاتفاقيات التي تنص على حماية الطواقم الطبية والجرحىوالمستشفيات.