تشهد مدينة القدس منذ الخميس الماضي 17/10/2024 اعتداءات متصاعدة ضد المسجد الأقصى، تنفذها مجموعات من المستوطنين الصهاينة، بمناسبة ما يسمّى “عيد العُرُش” اليهودي، الذي يمتد أسبوعاً، وتتزامن هذه الاعتداءات مع انتشار كثيف لقوات الكيان وإجراءات مشددة ضد الفلسطينيين، مثل إغلاق الشوارع والطرقات ومحاصرة الأحياء المقدسية، وحملات لإبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى.

وقد اقتحم مئات المستوطنين، يوم الثلاثاء المصادف سادس أيام “عيد العُرُش” اليهودي، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الكيان الغاصب، حيث قامت مجموعات متتالية من المستعمرين بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد وعند أبوابه، مثل النفخ في البوق، وتقديم «القرابين النباتية».

وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان لها اليوم الثلاثاء، “إن 724 مستوطناً اقتحموا المسجد خلال الفترتين الصباحية وبعد الظهر”.

وأشارت “الأوقاف” في وقت سابق، إلى أن 1461 مستوطناً اقتحموا المسجد يوم الإثنين، و1780 آخرين يوم الأحد.

والجدير بالذكر أن هناك تصاعداً مستمراً في أعداد المستعمرين المقتحمين للمسجد الأقصى، حيث كانت أعدادهم قبل عدة سنوات لا تتجاوز ـ5 آلاف سنوياً، في حين وصلت هذا العام إلى أكثر من 60 ألف مقتحم.

هذا الاقتحام للمسجد الأقصى لا يمثل مجرد انتهاك لمكان مقدس، بل هو حلقة في سلسلة من الاعتداءات التي تتعرض لها الهوية الفلسطينية.

في كل طقوس تُمارس في باحات الأقصى، تُكتب فصولٌ جديدة من تاريخ الصمود والتحدي، حيث يبقى المسجد رمزاً للمقاومة والكرامة، رغم كل محاولات التهميش والاحتواء.