في كل عام، ومع بدء موسم قطف الزيتون، يعيش الفلسطينيون لحظات متجددة من الصراع مع الكيان الغاصب، حيث تشتد معاناتهم في مواجهة اعتداءات متكررة من جنود الكيان والمستوطنين.

في هذا العام، يتجاوز موسم الزيتون في الأراضي الفلسطينية حدود المعاناة التقليدية، ليحمل بين طياته إرهاباً مضافاً، طال الأراضي والمزارعين.

تعاني العديد من القرى الفلسطينية وتحديداً نابلس وبلداتها منذ بدء موسم قطف الزيتون اعتداءات متكررة ينفذها الكيان الغاصب ومستوطنوه، تشمل إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، والاعتداء عليهم، والاستيلاء على محصولهم.

وأعلن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان: “إن معاناة المزارعين في موسم قطاف الزيتون هذا العام، أشد قسوة من معاناة العام الماضي، بسبب ارهاب الاحتلال والمستوطنين ، ما يهدد بفقد معدلات أعلى من المحصول.

وأضاف المكتب في تقرير الاستيطان الأسبوعي، “إن أرهاب المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، ومشاركة عصابات بن غفير في الاعتداء على الفلسطينيين في موسم قطاف الزيتون، بدأ مبكراً هذا العام،  في مختلف محافظات الضفة الغربية، بدءاً بمنع المزارعين من الوصول الى حقولهم، مروراً بالسطو على المحصول، وحرق أشجار الزيتون، وانتهاء بإطلاق النار عليهم، وهو ما أدى إلى استشهاد الفلسطينية حنان أبو سلامة (59 عاما) برصاص الاحتلال، الخميس الماضي.

وتشير التوقعات إلى عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، ما من شأنه أن يؤدي إلى فقدان نحو 15% من محصول الموسم لهذا العام.

إن ما يتعرض له المزارعون من اعتداءات لا يقتصر على حرمانهم من محصولهم فحسب، بل هو اعتداء على هويتهم وتاريخهم، وهذا أقل ما يمكن أن يحصل عليه الإنسان في وطنه؛ فشجرة الزيتون ليست مجرد نبات، بل هي رمز للعدالة وحق العودة.

لذا، ستظل هذه الشجرة رمزاً للصمود، وتحدياً يستمر في مواجهة الكيان الغاصب.