في ظل الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الكيان الغاصب فيقطاع غزة ولبنان، تغرق الفصول الدراسية في صمت الموت والخراب، وتتناثر بقايا المدارس والجامعات التي كانت ملاذاً للعلم والتعلم، لتكون شاهدة على من يصنعون الدمار والخراب، ويتزايد عدد الشهداء من الطلاب والمعلّمين، ليصبح الحلم بالتعلم والكفاح من أجل غدٍ أفضل بعيداً عن متناول يدهم.

أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في بيان لها: “أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 11,292، والذين أصيبوا 17,965، فيما استُشهد في الضفة 114 طالباً وأصيب 591 آخرون، إضافة إلى اعتقال 439.

وأشارت الوزارة إلى أن 550 معلماً وإدارياً استُشهدوا وأصيب 3717 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 145 في الضفة.

وأضافت أن 362 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها، و65 أخرى تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 124 منها لأضرار بالغة، و62 للتدمير الكامل، كما تعرضت 84 مدرسة و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب، كما تم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة، لم تسلم هي أيضاً من الاستهداف الصهيوني.

وأكدت التربية أن 718 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.

أما في البنان فيتكرر مشهد غزة، حيث توقف العام الدراسي وتحولت معظم المدارس والجامعات إلى مراكز لإيواء النازحين، وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، تبين “أن نحو 620 مكاناً للإيواء تم اعتمادها، من بينها 505 مدارس رسمية و54 مدرسة مهنية رسمية، يضاف إليها عدد من مباني الجامعة اللبنانية و50 مدرسة خاصة.

إن ما يحدث اليوم ليس مجرد تدمير للبنى التحتية التعليمية، بل هو إجهاض لمستقبل أجيال، وإبادة تعليمية لم تقتصر على تدمير المنشآت فحسب، بل طالت مستقبل آلاف الطلاب، في زمنٍ يتطلب فيه العالم أكثر من أي وقت مضى بناء الجسور، لا تدميرها.