لم تعد الملاعب مجرد ساحات للتنافس الرياضي، بل أصبحت مساحات للتعبير عن القيم الإنسانية، وتسليط الضوء على مجازر الكيان الغاصب والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الأبرياء والمدنيين في قطاع غزة ولبنان، وفي مختلف الأماكن حول العالم.
تتوالى اللحظات التي ينادي فيها الجماهير رفضًا للصمت، من ملعب إلى آخر، ومن دولة إلى دولة، من فلسطين إلى كولومبيا وإسبانيا، وصولًا إلى باريس والعديد من الدول، حيث تتعالى الأصوات وتنتشر اللافتات، ليظل الحزن عميقًا، ولكن الأمل في الحرية دائمًا حاضر.
فهذا جمهور نادي سلتيك الأسكتلندي الذي يعد أكثر رابطة مشجعين تقدم الدعم للشعب لفلسطيني، حيث واظبوا على رفع لافتات كتب عليها عبارات تؤكد حرية فلسطين، بالإضافة إلى تقديمهم مساعدات لفلسطين تقدر بنحو 137 ألف جنيه إسترليني.
وفي إسبانيا شهدت العديد من المباريات فعاليات تضامنية مع فلسطين، على سبيل المثال مباراة ناديي أتلتيكوا بلباو وسلتا فيغو ضمن منافسات دوري كرة القدم “لاليغا” تم رفع أعلام فلسطين، وبنفس الشكل أعرب جمهور نادي ريال سوسيداد عن دعمهم وتضامنهم مع فلسطين خلال مباراتهم في نادي بنفيكا البرتغالي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
وفي مباراة كرة القدم التي جمعت بين نادي ديبورتيفو بالستينو، وفريق ميلوناريوس الكولومبي، أقدمت مجموعة من المشجعين على تعليق علم فلسطين ضخم على الجسر المقابل للملعب الذي أقيمت عليه المباراة في كولومبيا، وحملوا لافتات كتب عليها: “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و “لا ينبغي أبداً أن تكون هناك دولة صهيونية تمارس الإبادة الجماعية في فلسطين مرة أخرى”.
وصولاً إلى تركيا والعراق والأردن التي شهدت العديد من الفعاليات الداعمة لفلسطين وغزة خلال المباريات، على سبيل المثال المباراة التي أقيمت بين نادي غلاطة سراي وبشكتاش في الأسبوع التاسع من الموسم 2023-2024 للدوري التركي لكرة القدم، حيث خرج لاعبو الفريقين إلى المباراة حاملين لافتة عليها عبارة “ندين الظلم في غزة”.
وبدوره أعد جمهور نادي “أنقرة غوجو” التركي لوحة “كيوغرافي” داعمة لفلسطين خلال مباراتهم ضد نادي ألانيا سبور، عليها صورة للمسجد الأقصى وأطفال فلسطينيين وعبارة “المسلمون سيتوحدون، والظلمة سيندثرون”
أما في أولمبياد باريس 2024 شهدت العديد من الحملات التضامنية الواسعة رفع العلم الفلسطيني داخل الملعب وخارجه، وأيضاً رفع لافتات داعمة لأطفال غزة ولافتات أخرى تطالب بعدم مشاركة الكيان الغاصب في الأولمبياد، على سبيل المثال المباراة التي جمعت منتخب -الإبادة الجماعية- ومنتخب -مالي- حيث تخللها لفتة ولوحة تضامنية جميلة من الجمهور المؤيد لفلسطين، بالإضافة إلى صافرات استهجان أطلقت تنديدًا لمشاركة الكيان الغاصب في الأولمبياد.
مع دخول حرب الإبادة الجماعية عامها الثاني على التوالي، المطلوب الآن هو استمرار الوهج التضامني مع فلسطين ولبنان في الملاعب والميادين الرياضية بكافة أنواعها وأشكالها وخاصة النجوم واللاعبين المؤثرين حول العالم لكي يبقى صوت شعبنا الفلسطيني الصامد حاضر وبقوة بمختلف الفعاليات والأحداث العالمية.
اضف تعليقا