في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة، تظهر أزمة المياه كأحد أوجه المعاناة الأكثر حدة، حيث يتبع الكيان الغاصب سياسة التعطيش الممنهجة لإخضاع إرادة شعبنا الفلسطيني، إذ يعاني سكان القطاع من نقص شديد في المياه سواء مياه الشرب أو مياه الاستخدام اليومي مما ينذر بكارثة غير مسبوقة.

قال المقرر الأممي المعني في مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي بيدرو أروخو أغودو: إن الشخص الواحد في قطاع غزة يحصل على نحو 4.7 لترات فقط من المياه يومياً، علماً أن المعدل الطبييعي للشخص الواحد في العالم من المياه يتراوح مابين 15إلى 20 لتر يومياً (مياه شرب واستهلاك يومي) وفق المعايير الدولية.

وأضاف أغودو في تصريح صحفي “أن “إسرائيل” تمنع دخول نحو 70% من المواد اللازمة لتنقية المياه في غزة.

وأكد أن تلوث المياه في غزة “قنبلة صامتة تأثيرها أكبر من تلك التي تدمر المباني”.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة أخرج الكيان الغاصب عن الخدمة حوالي (203) بئر مياه جوفية، من ما مجموعه (319) بئراً في قطاع غزة، بسبب التدمير الكلي أو الجزئي أو بسبب عدم إمكانية الوصول إليها وتشغيلها، كما دمر حوالي (33) خزاناً للمياه، من إجمالي (50) خزاناً رئيسياً في القطاع، هذا بالإضافة إلى تدمير أكثر من (500) نقطة.

هذه السياسة الممنهجة سواء في التعطيش أو في التجويع أدت إلى كوارث صحية ومعيشية لايمكن أن يتصورها العقل البشري، ولكن بالرغم من كل هذه المآسي والمعاناة تبقى غزة أيقونة الصمود وحكاية أمل ستنتصر عاجلاً أم أجلاً.