منذ السابع من أكتوبر، تحولت غزة إلى مكان يختلط فيه الألم بالدمار، حيث تتواصل معاناة سكانها مع تزايد الدمار وتكرار أوامر الإخلاء المتعمدة التي ينتهجها الكيان الغاصب.
وفي ذات المشهد الذي يحدث في غزة، يعاني أهالي الضفة الغربية منذ أيام من ذات الكابوس، إذ يتواصل العدوان على مدينة جنين ومخيمها، ويجد الفلسطينيون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة موجة جديدة من الهدم والنزوح القسري.
هذا ويواصل الكيان الغاصب الإثنين، اجتياح الضفة الغربية المحتلة، حيث يستمر لليوم الـ 6 على التوالي، عدوانه العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة، وذلك تزامناً مع عمليات هدم وتجريف للمنازل والبنية التحتية والمرافق الحياتية والخدماتية وتحديداً في مخيمات طولكرم وجنين، والتنكيل بالفلسطينيين وفرض عقوبات جماعية بحقهم وحصارهم ومنعهم من التنقل، مع دفع عشرات العائلات من مخيم جنين إلى النزوح قسراً.
وقال رئيس بلدية جنين نضال عبيدي بأن”الدمار الذي خلفه “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في المدينة وحيها الشرقي ومخيمها بأنه كالزلزال”، مقدراً خسائر التخريب بنحو (135.2 مليون دولار).
وأشار عبيدي “إن الخسارة الكبيرة تتمثل في أرواح الشهداء، وعلى المستوى المادي هناك تدمير كبير تحدثه آليات الاحتلال في البنية التحتية، ومن ذلك التكسير والتخريب لخطوط المياه والاتصالات وإطلاق الرصاص على محولات الكهرباء”.
وبدوره أكد رئيس لجنة المتابعة العليا لمخيم جنين نضال نغنغية أن “قوات الاحتلال تداهم المنازل خاصة في حارتي الرخ والحواشين، وتجبر العائلات على الخروج منها”.
وأضاف: “إن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف، وتعيق عمل المتطوعين من الوصول للشهداء، خاصة في حارة الدمج، وتقوم بحملة اعتقالات كبيرة، ونواجه صعوبة في إيصال مواد الإغاثة والمياه إلى المواطنين داخل المخيم”.
ومنذ فجر الأربعاء الماضي، أسفر عدوان الكيان الغاصب على الضفة ومخيماتها عن استشهاد 30 فلسطينياً، بينهم 18 في محافظة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 682 شهيداً.
وفي هذا السياق، يتعمد الكيان الغاصب انتهاج سياسة التهجير القسري في غزة وصولًا إلى جنين، لفرض واقعٍ جديد، يقضي باحتلال كامل وشامل للضفة الغربية. لكن كما كل المحاولات السابقة، سيبقى شعبنا الفلسطيني صامدًا رغم المعاناة ولن يرحل، فهذه الأرض تحمل هوية واحدة فقط هي هوية الشعب الفلسطيني البطل.
اضف تعليقا