لم يكتف الكيان الغاصب بالحرب التي يشنها في قطاع غزة من إبادة جماعية وتدمير البنى التحتية الطبية، بل انتقل إلى الضفة الغربية، ليبدأ عدوانًا آخر على مدنها ومخيماتها في محاولة لكسر عزيمة شعبنا الفلسطيني.
وكعادته بدأ الكيان الغاصب عدوانه على المدنيين والبنى التحتية والمستشفيات والمنشآت الصحية، حيث منع الكيان الغاصب يوم أمس السبت، وصول المياه إلى مستشفى جنين الحكومي بالضفة الغربية، مما يهدد بتوقف قسم غسيل الكلى للمرضى فيه، تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية التي يشنها الكيان الغاصب في جنين.
بدوره حذر مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر من “توقف خدمات غسيل الكلى، في حال استمر الاحتلال بمنع دخول المياه”.
وأشار بكر إلى أن “مستشفى جنين الحكومي فقد ثلث كمية المياه التي يحتاجها يومياً لتشغيل قسم غسل الكلى، بفعل حصار “جيش” الاحتلال، وأن الحركة من المستشفى وإليه لا تجري إلا عبر مركبات الإسعاف، بعد تفتيش وتدقيق بالبطاقات الشخصية التي تعود إلى الأشخاص الذين تقلهم، من طواقم طبية ومرضى”.
أما في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، تبرز معاناة أخرى، حيث يتعرض مستشفى ثابت ثابت للحصار ويعاني من عرقلة حركة الطواقم الطبية وتأخير العلاجات، في وقت يتم فيه تشديد الإجراءات الأمنية.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من سياسة حصار المستشفيات بجنين وطولكرم وطوباس في الضفة الغربية المحتلة، مشددة على أن “أي اقتحام للمستشفيات يعد تهديداً مباشراً لحياة المرضى والطواقم الطبية”.
وقد طالبت الوزارة المجتمع الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل من أجل حماية المؤسسات الطبية في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها “أن توقف عمليات غسيل الكلى في مستشفى خليل سليمان بجنين نتيجة تأثر إمدادات الكهرباء”.
إن تدمير وقصف الكيان الغاصب للمستشفيات والمراكز الصحية في الضفة تارة وغزة تارة أخرى، يعتبر انتهاكاً غير مسبوق للمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية التي تكفل حماية المستشفيات والكوادر الطبية، ما يضعنا أمام سؤال:
أين منظمات المجتمع الدولي الإنسانية والدولية من هذه الإبادة الصحية المتكررة والممتدة من غزة إلى الضفة الغربية؟