في عمق السجون المظلمة التي يُديرها الكيان الغاصب، تتلاشى حدود الإنسانية، وتتكشف فصول من الآلام والمعاناة التي تعكس أبشع صور التنكيل والتعذيب.
بعد الإفراج عن ستة أسرى فلسطينيين وسيدتين من غزة، إثر اعتقال دام لعدة أسابيع، تبين أن خلف أسوار الزنازين كان الأسرى يعيشون كابوساً لا ينتهي.

حيث يروي أحد المفرج عنهم وهو الأسير محمد يحيى، ما تعرض له داخل المعتقل، قائلاً: “تعرضنا لتعذيب قاسٍ وضرب مبرح طوال فترة اعتقالنا، وكانت 30 يوماً من أصعب الأيام واللحظات التي عشتها في حياتي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالنا عُصبت أعيننا وكبلت أيدينا وأرجلنا”.
وأضاف أن “الأسرى في سجون الاحتلال يعانون الجوع والعطش، بسبب النقص الشديد في الطعام والمياه”.
بدوره، وصف الأسير المفرج عنه محمد عادل أبو شعر، أساليب التعذيب بـ”غير الإنسانية والقاسية”. وقال: إنها “لم تتوقف للحظة أثناء وجودنا داخل السجون”.
وأفاد بأن “الاحتلال كان يتعمد ضرب الأسرى على الظهر والعمود الفقري والبطن بالأسلحة والهروات، ووضع العصي الكهربائية في مناطق حساسة وداخل الفم، إلى جانب تكسير الأسنان من شدة الضرب على الوجه”. وقال: “تعرضنا أيضاً لتعذيب نفسي قاسٍ، وشبح من الأقدام أو الأيدي وهي مكبلة لساعات طويلة”.

أما المفرج عنه محمد الزعانين، فقد تحدث عن عمليات ترهيب تعرضوا لها، وأضاف أن “الاحتلال تعمد إطلاق الكلاب المتوحشة تجاهنا، ضمن عمليات التعذيب المختلفة. وشاهدت أكثر من 150 أسيراً تعرضوا لحالات بتر في الأطراف، عشنا أوضاعاً مأسوية للغاية لا يمكن احتمالها، ولا يتصورها العقل البشري”.
وكانت قد أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن “ما لا يقل عن 18 معتقلاً ممن تم الكشف عن هوياتهم وأُعلن عنهم من الضفة الغربية والقدس، استُشهدوا في سجون الاحتلال بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استُشهدوا في السجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم”.
والجدير بالذكر أن عدد المعتقلين في سجون الكيان الغاصب بلغ نحو 9 آلاف و700 أسير حتى بداية شهر تموز/يوليو، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين 3 آلاف و380 معتقلاً.