وسط حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الكيان الغاصب في قطاع غزة، يظهر القطاع هذه المرة في مواجهة كارثة جديدة تتسلل بين أزقة المخيمات، وهو الفيروس المسبب لشلل الأطفال الذي يوجد في مياه الصرف الصحي المتدفقة بين خيام النازحين.
فقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن “كارثة صحية جديدة” مع رصد الفيروس المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.

وأشارت في بيان إلى “إجراء فحوصات لعينات من الصرف الصحي بالتنسيق مع (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) اليونسيف، وأظهرت النتائج وجود الفيروس”.

وقالت: إن “رصد هذا الفيروس يعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال ووجوده في مياه الصرف الصحي التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن السكن نتيجة تدمير البنية التحتية يمثل كارثة صحية جديدة”.

وأضافت الوزارة إلى”وجود الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة ومنع الاحتلال لإدخال مواد النظافة مما يشكل بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة “.
ومن جانبه كشف مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة الدكتور حسام أبو صفية، “أن الاحتلال حرم أطفال القطاع من 4 تطعيمات دورية، موضحاً في الوقت نفسه أن فيروس شلل الأطفال يصيب من هم تحت الخامسة وتمتد فترة حضانته إلى 35 يوماً”.
وأوضح أبو صفية، أن الاحتلال يتعمد أيضاً عدم إدخال مياه صالحة للشرب وأطعمة صحية ونظيفة، مما يخلق بيئة خصبة لانتشار هذا الفيروس.
وأشار الدكتور أبو صفية، “أن هذا الفيروس كاد أن ينتهي كلياً في عام 1988، وكان يجري حديث عالمي عن استئصاله بشكل تام مع حلول عام 2026″، مبدياً أسفه لعودة الحديث عن انتشاره مجدداً.

يأتي ذلك بعد أن دمر الكيان الغاصب معظم محطات المعالجة وجميع مقومات القطاع الصحي من مستشفيات ومراكز صحية، وحرمان طواقم البلديات من معالجة أزمة الصرف الصحي في جرائم وإبادة لم يشهدها التاريخ من قبل.