في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي يتعمّد الكيان الغاصب تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية في استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني لمدينة غزة”.

ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة مارس الكيان الغاصب الإبادة الثقافية في القطاع، حيث استهدف العديد من المدارس والجامعات والمتاحف والآثار التراثية والثقافية.
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، “إن 353 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة للجامعات، و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، مما أدى إلى تعرض 139 منها لأضرار بالغة، و93 للتدمير بالكامل، كما جرى استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء “في قطاع غزة
وعلى سبيل المثال الجامعة الإسلامية في غزة، حيث دمرت بشكل كلي، والتي تعد من أهم الجامعات الفلسطينية.
و”قصر الباشا” الأثري في حي الدرج، شرق مدينة غزة، والذي يعتبر من أهم المتاحف في غزة ويحتوي قطعاً أثرية فريدة ترجع للعصور “اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية”، فيما كان يستقبل عشرات الآلاف من الزوار سنوياً.


ومثال آخر على الإبادة الثقافية، حمام السمرة الذي كان مزاراً طبياً وسياحياً، لم يسلم أيضاً من جرائم الكيان الغاصب حيث دمره بالكامل، والعديد من الأسواق التراثية مثل سوق الذهب التاريخي المعروف بسوق القيسارية في البلدة القديمة بمدينة غزة والذي يفوق عمره 1500 عام.

 

في هذا العدوان الممنهج لا تقتصر الأضرار على الحجر والبناء فحسب، بل تمتد لتشمل الهوية والتاريخ الفلسطيني.
إن تدمير المدارس والآثار الثقافية والجامعات يُعد محاولة ممنهجة لمحو ذاكرة الشعب الفلسطيني وطمس الوعي وحرمان الأجيال القادمة من جذورها وثقافتها..