تشترك كل الحروب عبر التاريخ، بالتدهور الذي يعانيه القطاع الصحي بشكل كبير ومباشر، والذي يصيب كل فئات الشعب وخاصة الأطفال منهم؛ وهذا فعلياً ما يواجهه قطاع غزة حالياً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
تسعة أشهرمرّت، ولا تزال حرب الإبادة الجماعية مستمرة على قطاع غزة دون أن تستثني الشجر والبشر والحجر من إجرامها غير المسبوق. فقد غزت الأمراض المعدية كل القطاع من شماله إلى جنوبه حيث تفاقمت أزمتها وآثارها وسط غياب شبه تام للأدوية والمعقمات والمنظفات، والنقص الحاد بالمياه.
وتتمثل أبرز هذه الأمراض؛ بالتهاب الكبد الوبائي وحالات التهاب الرئة والإسهال والأمراض الجلدية المتنوعة وليس آخرها الجرب.
فالجرب، ووفق الخبراء الصحيين، هو طفح جلدي سريع العدوى يُسبب حكة تنتج عن سوس ناقب صغير يُسمّى القارمة الجَرَبية.
في وقت ساهم تراكم مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين بالإضافة لانعدام النظافة الشخصية بسب شح المياه والمنظمات في تفشّي الجرب على نظاق واسع بين النازحين ولا سيما الأطفال منهم.
هذا، وسبق أن حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وأممية من انتشار الأمراض والأوبئة على نطاق واسع في صفوف النازحين الذين فاق عددهم المليوني نازح، والذين يتّخذون من الرمال والخيام مأوى لهم بعد أن دمّر الكيان الغاصب منازلهم المنتشرة على كامل مساحة القطاع الذي باتت تتهدده أمراض أخرى كنقص المناعة والكوليرا.
وكأنّ الشعب الفلسطيني في غزة ومنذ السابع من أكتوبر، لا تكفيه الحرب والمجاعة والنزوح والتشرُّد، حتى تزيد الأمراض من معاناته التي يتفنّن الكيان الغاصب في أساليب مّفاقمتِها ونشرها.